عدوى غياب الأطر الطبية تنتقل من مراكش إلى المضيق وأكادير… والصويرة تستعد للاحتجاج

لم تعد أزمة غياب الأطر الطبية مشهداً معزولاً في مستشفى شريفة بمراكش، بل تحولت إلى ظاهرة مقلقة تتسع رقعتها من مدينة إلى أخرى، في وقت يجد وزير الصحة والحماية الاجتماعية نفسه أمام مأزق حقيقي يُربك خطاب الإصلاح الذي ترفعه الوزارة منذ سنوات.

فبعد الضجة التي أثارها مقطع فيديو صادم من مستشفى المضيق، يظهر أجنحة شبه فارغة من الأطباء والممرضين، تكررت صور المشهد ذاته في أكادير، حيث شهد المستشفى الجهوي صباح اليوم الاثنين وقفة احتجاجية إنذارية نظمتها فعاليات مدنية ونقابية، رفعت خلالها شعارات تندد بما وصفته بالوضع “المهين” الذي يعيشه القطاع الصحي. المحتجون طالبوا بتجهيز المستشفيات بالأدوية والمعدات اللازمة، وتوفير التخصصات الطبية الحيوية التي يفتقدها المرضى منذ سنوات.

وفي الصويرة، لم يتأخر صدى الغضب الشعبي، إذ أصدرت فعاليات مدنية ونقابية وسياسية ومهنية بياناً شديد اللهجة، أعلنت فيه عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المستشفى الإقليمي يوم الثلاثاء 2 شتنبر 2025، محذرة من استمرار ما اعتبرته “انهياراً ممنهجاً” للقطاع الصحي العمومي.

الواقع الصحي اليوم يكشف أرقاماً صادمة: أقسام مستعجلات بلا معدات أساسية، أجهزة سكانير وآلات خاصة بكشف الأورام معطلة منذ شهور، غياب شبه دائم لتخصصات النساء والتوليد، الطب الشرعي، وجراحة العظام . وضعٌ جعل المواطنين يواجهون مصيراً مجهولاً في ظل غياب الرعاية الصحية التي تُعتبر من أبسط حقوقهم الدستورية.

وبينما تؤكد الوزارة في بياناتها أنها واعية بالخصاص وأنها بصدد إطلاق “إصلاحات كبرى”، يزداد الشعور العام بأن هذه الإصلاحات لا تترجم على الأرض، وأن الأزمة تتحول إلى “عدوى وطنية” تنهش جسد المستشفيات من الشمال إلى الجنوب.

السؤال المطروح اليوم: هل ننتظر فيديوهات صادمة جديدة من مدن أخرى ليتحرك الإصلاح الحقيقي، أم أن الشارع سيأخذ زمام المبادرة عبر الاحتجاج والضغط حتى تتحقق وعود طال انتظارها؟

الأخبار ذات الصلة

1 من 784

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *