في إطار تعزيز حكامة قطاع النقل المدرسي وضمان استمرارية هذه الخدمة الاجتماعية الحيوية، ترأس السيد الكاتب العام لعمالة إقليم اشتوكة ايت باها، أول أمس الثلاثاء 12 غشت 2025، لقاءً تشاوريًا موسعًا بحضور السيد رئيس المجلس الإقليمي، ورؤساء الجماعات الترابية، ورئيس خلية الدعم الاجتماعي وتنمية التمدرس، ورؤساء المصالح، وممثلي الجمعيات النشيطة في مجال النقل المدرسي، إلى جانب السادة باشاوات مختلف الدوائر.
اللقاء افتتح بكلمة توجيهية للسيد الكاتب العام، دعا فيها إلى فتح نقاش مسؤول حول الوضعية الراهنة للنقل المدرسي بالإقليم، والتفكير في نموذج جديد أكثر نجاعة وعدالة مجالية، يضمن استمرارية الخدمة لجميع التلاميذ، خاصة في المناطق القروية.
من جانبه، أكد السيد رئيس المجلس الإقليمي على دعم المجلس المستمر لهذا القطاع، معتبراً أن التحديات المتزايدة تفرض البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة، تراعي التوزيع العادل للخدمة وتستجيب لتطلعات الساكنة.
وشهد اللقاء مداخلات متعددة لرؤساء الجماعات الترابية وممثلي الجمعيات وممثل مديرية التربية والتكوين، حيث تم عرض الإكراهات التي تعيق حسن تدبير القطاع، وفي مقدمتها ضعف التمويل، تقادم الأسطول، النقص في عدد الحافلات والسائقين المؤهلين، ضعف أجور العاملين، غياب التكوين والتأطير، وضعف شروط السلامة، إضافة إلى تأثير رداءة بعض الطرقات القروية على سلامة النقل.
وبعد نقاش مستفيض، تم الاتفاق بالإجماع على إحداث شركة تنموية اجتماعية تتكفل تدريجيًا بتسيير النقل المدرسي بالإقليم، وفق نموذج يرتكز على الفعالية والشفافية والاستدامة، مع بلورة إطار قانوني وتنظيمي واضح يحدد المسؤوليات القانونية، ويضمن انخراط جميع المتدخلين في عملية التسيير.
بهذا الاتفاق، يكون إقليم أشتوكة أيت باها قد وضع أولى لبنات إصلاح شامل لقطاع النقل المدرسي، بما يعزز حق التلاميذ في التمدرس ويقلص من الهدر المدرسي، خصوصًا بالمناطق النائية.
