احتضنت ولاية جهة سوس ماسة فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج، الذي يُنظَّم هذا العام تحت شعار استراتيجي: “ورش الرقمنة: تعزيز لخدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم”. هذا الحدث، الذي شهد حضوراً رسمياً وشعبياً واسعاً، أبرز أهمية الجالية كشريك أساسي في مسار التنمية المستدامة، مع التركيز على دور الرقمنة في تقريب الخدمات وتسهيل الاستثمار.
رؤية ملكية ودينامية تنموية
في كلمته الافتتاحية، التي ألقاها بالنيابة عن والي جهة سوس ماسة، أكد الكاتب العام لعمالة أكادير على الأهمية الكبيرة التي توليها المملكة للجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأوضح أن اختيار شعار هذا العام ينسجم تماماً مع التوجهات الوطنية نحو تبسيط المساطر الإدارية ورقمنة الخدمات، بهدف تيسير ولوج أفراد الجالية للمعلومة وتسريع معالجة طلباتهم، مما يعزز ثقتهم في الإدارة.
كما سلطت الكلمة الضوء على التحولات التنموية الكبرى التي تشهدها مدينة أكادير والجهة ككل، بفضل الأوراش الملكية المهيكلة. هذه المشاريع جعلت من سوس ماسة وجهة سياحية متجددة وبيئة جاذبة للاستثمار، من خلال تطوير البنيات التحتية السياحية، وتأهيل المناطق الشاطئية، بالإضافة إلى إنجاز مرافق ثقافية ورياضية كبرى. هذه الدينامية التنموية تتكامل مع ورش الرقمنة لتبسيط الإجراءات الإدارية، وتمكين المواطنين ومغاربة العالم من الوصول للخدمات العمومية عن بُعد.
عروض تفاعلية ومشاركة فعّالة
تخلل الاحتفال عروض وورشات تفاعلية قدمتها مؤسسات عمومية وخاصة، استعرضت خلالها الخدمات الرقمية المتطورة الموجهة للجالية. وشملت هذه الخدمات منصات إلكترونية للاستعلام، وآليات حديثة لتوجيه الاستثمار، وتطبيقات تضمن تواصلاً مباشراً مع الإدارات.
كما أتاحت هذه الورشات للحاضرين فرصة للتعبير عن انشغالاتهم وتقديم مقترحاتهم، وخاصة فيما يتعلق بتبسيط الإجراءات الإدارية ومواكبة مشاريعهم الاستثمارية بالجهة. هذا التفاعل المباشر يؤكد على حرص السلطات على إشراك الجالية في عملية صنع القرار التنموي، وتعبئة خبراتهم وكفاءاتهم لدعم المشاريع المحلية.
واختتم اللقاء بتوجيه دعوة مفتوحة لأبناء الجهة المقيمين بالخارج للانخراط بشكل فعّال في الدينامية التنموية التي تعرفها سوس ماسة، والاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة، مستفيدين من التحولات الرقمية التي تهدف إلى تقريب الإدارة من المواطن أينما كان.