تحوّل حفل تدشين مقطع طرقي جديد بإقليم خريبكة، حضره وزير التجهيز والماء، ووالي جهة بني ملال خنيفرة، وعامل الإقليم، إلى ساحة للفوضى والتوتر، بعد اندلاع شجار علني بين عدد من المنتخبين المحليين، لحظات فقط بعد انتهاء المراسيم الرسمية.
الواقعة التي جرت بإحدى الجماعات التابعة للإقليم، تحولت بسرعة إلى موضوع مثار جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداول مقاطع مصورة توثق مشاهد التراشق اللفظي والتدافع الجسدي بين المنتخبين في حضور مسؤولين سامين، في سلوك غير مسبوق وصفه الكثيرون بـ”الفضيحة السياسية” التي تسيء لصورة المؤسسة المنتخبة والمسؤولية التمثيلية.
الحادث، الذي وقع في مناسبة رسمية يُفترض أن تكون عنوانًا للانسجام والتعاون من أجل تنمية المنطقة، طرح علامات استفهام كثيرة حول مستوى النضج السياسي لبعض المنتخبين، ومدى التزامهم بأخلاقيات التمثيل العمومي والاحترام الواجب لمؤسسات الدولة، خصوصاً في حضرة وزراء ومسؤولين ترابيين كبار.
ورغم عدم وضوح الأسباب المباشرة للشجار، إلا أن مصادر محلية رجّحت أن تكون خلافات سياسية وشخصية متراكمة بين الأطراف المتورطة وراء هذا التصعيد المفاجئ، وهو ما يعكس – حسب متابعين – هشاشة العلاقة بين عدد من الفاعلين المحليين وغياب ثقافة الحوار والتنسيق داخل المشهد السياسي المحلي.
ووسط موجة التنديد، دعت فعاليات مدنية وحقوقية إلى فتح تحقيق في ملابسات الحادث، وترتيب الجزاءات المناسبة، حفاظًا على هيبة المرفق العمومي وسمعة المؤسسة المنتخبة، مع الدعوة إلى ترسيخ ثقافة الحوار البناء والمسؤولية الجماعية، في أفق تجاوز مظاهر التسيب السياسي التي تعرقل التنمية المحلية.
وتبقى الواقعة تذكيرًا مؤلمًا بأن الرقي بالممارسة السياسية المحلية لا يتحقق بالشعارات، بل بسلوك سياسي راقٍ ومؤسساتي يليق بانتظارات المواطنين وثقة الناخبين.