سيدي بيبي:عامل اشتوكة آيت باها يُشيد بالدور التنموي للجمعيات ويُؤكد على التكامل بين العمل المدني والسياسي

في لقاء تواصلي موسع جمع، مساء اليوم الخميس 17 يوليوز 2025، عامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، بأكثر من 140 جمعية من فعاليات المجتمع المدني بدار الشباب سيدي بيبي، تم التأكيد على الدور المحوري للنسيج الجمعوي في تحقيق التنمية المحلية. اللقاء، الذي استهدف جماعتي سيدي بيبي وآيت عميرة، ركز على راهن وتطلعات الجمعيات التنموية في هذه المناطق التي تشهد نشاطًا جمعويًا متعدد التدخلات.

وفي كلمته الافتتاحية، نوّه السيد العامل بـ”المنجز الذي راكمته الجمعيات التنموية على مستوى هذه المناطق، وتدخلاتها الفاعلة في الدينامية المجتمعية”. وأشاد بمساهمة هذه الجمعيات في لعب أدوار تنموية مهمة و”سد الخصاص التدبيري في عديد من القطاعات”. كما استعرض السيد العامل تدخلات هذه الجمعيات في إنجاز مشاريع مرتبطة بالبنيات التحتية، والمرافق الاجتماعية، والنقل المدرسي، وغيرها من المبادرات التي ساهمت بشكل كبير في تحسين ظروف العيش في مختلف الدواوير.

وأشار السيد الصبتي إلى التحولات التي عاشها النسيج الجمعوي، والأدوار الجديدة الموكولة إليه لتعزيز النموذج التنموي والمشاركة الإيجابية في الدينامية التي تعيشها مختلف جماعات الإقليم. ولم يغفل العامل الوقوف على الإكراهات التي تواجه الفاعل المدني، مثل “محدودية الإمكانيات لمواجهة العديد من التحديات، خصوصاً تدبير عدد من المرافق الحيوية كمرفق الماء الشروب والنقل المدرسي وغيرها”. وفي هذا الصدد، دعا إلى “إطلاق برامج لمواكبة ودعم وتطوير منظومة العمل الجمعوي كفاعلٍ يُراهن عليه في نجاح كل البرامج التنموية”.

وفي لفتة مهمة، أكد السيد العامل على أن “في مغرب اليوم يمكن للفاعلين الجمعويين التكلم عن المشاكل في لقاءات بدون عقد وبشكل مسؤول وخطاب متزن”. كما شدد على ضرورة التكامل بين العمل المدني والسياسي، مشيرًا إلى أن “العمل المدني و السياسي لا يجب ان يكون بينهم تنافس بل يجب ان يكون بينهم تكامل و بالتالي الفاعل السياسي يكمل الفاعل المدني ولديه خصوصيات غير متوفرة حتى عند الفاعل الرسمي”. وأعرب السيد العامل عن إعجابه وتقديره الكبير للنسيج الجمعوي بالمنطقة، مؤكداً أنه يلمس “قرب النسيج الجمعوي و القوة في التدخلات واستهداف المشاكل الحقيقية للساكنة والتي تتطلب أجوبة آنية تنتظر”.

 

من جانبهم، أكد المتدخلون من فعاليات المجتمع المدني انخراطهم في الدينامية التنموية التي يعرفها الإقليم، واستعدادهم لمواكبة مختلف المبادرات الإقليمية. وعرضوا عددًا من الإشكالات التي تواجه النسيج الجمعوي، بما في ذلك ملفات مرتبطة بمواصلة إنجاز البنيات التحتية، وتأهيل الجمعيات المشرفة على تدبير قطاع الماء الشروب، وحلحلة إشكالية الوعاء العقاري وإدماج العقار السلالي في منظومة التنمية المحلية. كما طالبوا بتسهيل الولوج إلى السكن، وتبسيط المساطر، وتجويد وثائق التعمير، والإنعاش الاقتصادي من خلال إحداث مناطق صناعية ولوجستيكية، والنهوض بقطاع التكوين المهني، وإحداث مدارس عليا متخصصة بتراب الإقليم، مع العناية بقطاع الشباب والرياضة والثقافة، وتدارك الخصاص الكبير في العديد من المجالات الاجتماعية.

كما عُددت مجموعة من الإكراهات التي تواجه المنظومة البيئية، مثل مشاكل النفايات المنزلية وهشاشة المطارح الجماعية، والنفايات الفلاحية، مع أهمية إطلاق مشاريع لتثمين ومعالجة هذه النفايات في إطار أنشطة اقتصادية نوعية. وتم التأكيد على أهمية التسريع بإخراج مشاريع التطهير السائل لمعالجة العديد من الإكراهات الاجتماعية والبيئية. هذا بالإضافة إلى ضعف منظومة النقل وربط الدواوير بمحيطها، والنهوض بفضاءات العيش داخل المراكز من خلال خلق مساحات خضراء وساحات عمومية ومتنزهات.

شكل هذا اللقاء، الذي عرف حضوراً كبيراً، فرصة حقيقية أمام مختلف المتدخلين لطرح العديد من الإكراهات، وأساساً انتظارات الساكنة المحلية بمختلف دواوير جماعتي سيدي بيبي وآيت عميرة، والترافع حول مجموعة من الملفات التنموية التي تحظى بالأولوية، مع التأكيد على أهمية المحافظة على الأدوار القوية التي يمارسها النسيج الجمعوي في معادلة التنمية على جميع المستويات.

 

A.Boutbaoucht

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬032

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *