في محطة تنظيمية فارقة، شهدت جماعة إنشادن اليوم الأحد 13 يوليو 2025 انعقاد الجمع العام الإقليمي للحزب الاشتراكي الموحد، والذي وُصف بأنه “ناجح سياسيًا وديمقراطيًا”. حضر اللقاء أكثر من 220 منخرطًا من مختلف جماعات الإقليم، ليؤكدوا على إرادة جماعية في تجديد المشروع السياسي لليسار المحلي وتجاوز حالة الركود التنظيمي التي سادت في فترات سابقة.
ويأتي هذا التجديد في مسار الحزب الاشتراكي الموحد، الذي تأسس في المغرب في شتنبر 2005، كنتيجة لاندماج حزب اليسار الاشتراكي الموحد وتيار الوفاء للديمقراطية. وقد تميز الحزب، منذ نشأته، بالتزامه بقضايا العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وشغل مواقع قيادية في جماعات محلية مختلفة. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن جماعة إنشادن قد ترأسها سابقًا قيادي من الحزب الاشتراكي الموحد، وهو السيد الحسن فتح الله، الذي وافته المنية مؤخرًا.
من الدينامية إلى التجديد: نقاشات جريئة وتطلعات طموحة
لم يكن الجمع العام مجرد إجراء تنظيمي روتيني، بل تحول إلى منصة نقاش نضالي صريح وعميق حول واقع العدالة الاجتماعية، والقضايا البيئية الملحة، والتهميش الاقتصادي الذي تعاني منه ساكنة المناطق القروية والجبلية. أفرزت هذه النقاشات توافقًا واسعًا على ضرورة تحديث أدوات الحزب، والانفتاح بشكل أكبر على طاقات الشباب والنساء، وتعزيز الحضور الميداني للحزب في قضايا الساكنة التي تلامس حياتهم اليومية. هذه الخطوة تعكس رغبة الحزب في الانخراط بفعالية أكبر في هموم المجتمع، وتقديم حلول ملموسة لمشاكله.
المهندس سفيان أزم: رمزية الشاب والكفاءة في قيادة جديدة
توج الجمع العام بإعلان انتخاب الإطار الشاب سفيان أزم كاتبًا إقليميًا للحزب. ويُعد أزم مهندسًا معروفًا بنشاطه الملحوظ في جماعة إنشادن، وخاصة في قضايا التنمية المحلية وحقوق الساكنة. هذا الاختيار يحمل في طياته رمزية كبيرة، فهو يعكس توجهًا متعمدًا نحو تمكين الشباب وتوظيف الكفاءات المهنية في العمل السياسي. إن هذا التوجه يتماشى مع تطلعات اليسار التقدمي إلى قيادة جديدة قادرة على بلورة مشروع سياسي يعيد الثقة للجماهير، ويقدم رؤية واضحة للمستقبل.
تحديات المرحلة المقبلة: قضايا ملحة تنتظر الحل
تنتظر القيادة الجديدة للحزب الاشتراكي الموحد في إقليم إنشادن ملفات شائكة وملحة تتطلب معالجة فورية ومسؤولة. على رأس هذه التحديات:
الدفاع عن حقوق العمال والعاملات الزراعيين: في مناطق مثل بلفاع وسيدي بيبي، حيث يعاني القطاع الزراعي من تحديات كبيرة، يلتزم الحزب بالوقوف إلى جانب العمال للدفاع عن حقوقهم وتحسين ظروف عملهم.
مواجهة السياسات العقارية: تزايد القضايا المتعلقة بالسياسات العقارية التي تهدد أراضي السكان الأصليين يتطلب موقفًا حازمًا من الحزب للدفاع عن الملكية الجماعية وحقوق الساكنة.
الترافع من أجل العدالة البيئية: تعد قضايا البيئة، وخصوصًا في مناطق الساحل كشاطئ تفنيت، من أولويات الحزب، الذي يسعى إلى حماية البيئة وضمان تنمية مستدامة تحترم الموارد الطبيعية.
تفعيل آليات إعلامية وشبابية: ضرورة تطوير آليات إعلامية وشبابية مستقلة وتقدمية تعبر عن قضايا المنطقة وتساهم في رفع الوعي العام وتعبئة الطاقات الشبابية.
إن انتخاب سفيان أزم كقائد جديد للحزب الاشتراكي الموحد في إنشادن يمثل بارقة أمل لليسار المحلي، ويؤكد على إرادة الحزب في التجديد والانفتاح على المستقبل، مع الحفاظ على مبادئه النضالية في الدفاع عن العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنين.