علامات تشوير مشوهة تكشف وجهًا من الإهمال بإقليم اشتوكة آيت باها

عند دخولك إلى أي مدينة أو جماعة بالمغرب، تكون أولى علامات الترحيب هي لوحات التشوير الطرقي التي تحمل أسماء تلك المناطق، تعرّف بها الزائر، وتمنحها هوية بصرية واضحة في الفضاء العمومي. غير أن هذا المشهد الطبيعي يغيب، بكل أسف، عن عدة مداخل أساسية بإقليم اشتوكة آيت باها، حيث تكتفي الجماعات المحلية بالصمت أمام وضعٍ مشينٍ طال أمده.

ففي مدخل مدينة بيوكرى، عاصمة الإقليم، وكذلك بمداخل جماعة بلفاع وجماعة سيدي بيبي من جهة الطريق المؤدية إلى أيت ملول، تلفت الانتباه لوحات تشوير مشوهة، تم طمس أسمائها بشكل متعمد عن طريق طلاء غريب، ربما بفعل مراهقين، أو جهات مجهولة لا يُعرف هدفها من هذا العبث، لكن المؤكد هو أن هذه التشويهات عمرت لسنوات دون أن تحرك الجماعات المعنية ساكنا.

فبدل أن تكون تلك العلامات وسيلة للتعريف بالمنطقة وإبراز هويتها ومكانتها في النسيج الترابي للجهة، تحوّلت إلى رمزٍ للإهمال الإداري، وعنوانٍ لفشل مستمر في القيام بأبسط مهام الصيانة والمتابعة.

ويستغرب عدد من المواطنين والزوار على حد سواء هذا الصمت الجماعي، رغم بساطة التدخل المطلوب، الذي لا يتطلب سوى إرادة حقيقية لإصلاح ما أفسدته أيادٍ عابثة. إذ لا يعقل أن تظل أبواب الإقليم، بهذا الشكل المُشين، في وقت تسعى فيه الدولة إلى تحسين جاذبية المجالات الترابية وربطها بالتنمية المستدامة.

كما أن تجاهل الجماعات لهذه التفاصيل، التي قد تبدو صغيرة في نظر البعض، يعكس ضعفًا في الوعي بأهمية الرأسمال الرمزي للعلامات البصرية، سواء تعلق الأمر بصورة الجماعة لدى الزائر، أو بترسيخ الانتماء لدى المواطن المحلي.

ويُطرح السؤال اليوم بإلحاح: هل يعقل أن يظل اسم مدينة بيوكرى، مركز الإقليم، مطموسًا في مدخلها الرسمي لسنوات؟ وأين هي مصالح الجماعات، والمجالس المنتخبة، وفرق الصيانة، من هذه المهمة البسيطة التي لا تحتاج لا إلى اعتمادات كبيرة ولا إلى دراسات تقنية معقدة؟

إن ما يحدث في هذه النقطة لا يمكن فصله عن مظاهر التراخي التي تُفرغ العمل الجماعي من مضمونه، وتجعل الفضاءات العمومية عرضة للإهمال، في وقت تتعالى فيه الأصوات من داخل الإقليم للمطالبة بتأهيل البنية التحتية وتحسين جاذبية المجال.

وقد بات لزامًا اليوم على السلطات المحلية والجماعات الترابية المعنية، أن تبادر بشكل فوري لإصلاح لوحات التشوير المشوهة، وتجديدها بما يليق بالمنطقة ومكانتها. فصورة الإقليم تبدأ من أول خطوة على الطريق، ومن أول نظرة إلى اسمه المكتوب.

 

 

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 750

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *