الفساد في حلقات… قنابل صحفية مشفرة في وجه المتورطين

في خطوة جديدة تعكس التزامها بخدمة الصالح العام وكشف المستور في دهاليز التسيير المحلي، تعلن جريدة الرأي الآخر عن إطلاق سلسلة صحفية جديدة بعنوان “قصص من الواقع”، وهي حلقات دورية سنسلط من خلالها الضوء على ممارسات مشبوهة، وشخصيات اعتادت التحايل على القانون، وملفات فساد نخرت جسد جماعاتنا الترابية بصمت مريب.

هذه السلسلة لن تكون مجرد قصص للتسلية، بل ستكون بمثابة رسائل مشفرة تُرسل إلى من اعتادوا الفساد واستغلوا مواقعهم لخدمة أنفسهم وأقربائهم بدل خدمة المواطن والوطن. قصص نابعة من الواقع، مستندة إلى شهادات ومعطيات دقيقة، وسنحرص في كل عدد على فتح نافذة جديدة على فضيحة أو قضية، لنجعل من الإعلام سلطة حقيقية تُقلق الفاسدين وتُطمئن الشرفاء.

الحلقة الأولى: رئيس جماعة “خارج السيطرة”

تدور أحداث أولى حلقاتنا حول رئيس جماعة ترابية بإحدى مناطق الجنوب، تغلغل في السلطة حد الاستئساد، وجعل من الجماعة ضيعته الخاصة. سنوات طويلة وهو يُمارس التسيير بمنطق الريع والولاء، فيشتري السكون بالدرهم، ويوزع فتات الكعكة على بعض من باعوا ضمائرهم، سواء من المنتسبين إلى الحقل الإعلامي أو من المتواطئين داخل دواليب القرار.

الرئيس المذكور استطاع بذكاء الفاسدين أن يُحكم قبضته على الجماعة، مستعينًا أحيانا بـ”العلاقات” وأحيانا بـ”التخويف”، لكنه لم يكن ليتجرأ على الاستمرار لولا دعم بعض البرلمانيين المنتمين لحزبه السياسي، والذين وفروا له الحماية حينًا والغطاء حينًا آخر.

وتفيد مصادرنا أن اجتماعا عقد الأسبوع الماضي مع عامل الإقليم، انتهى بتوبيخ صريح ومباشر للرئيس بعد أن تم تنبيهه إلى وجود خروقات وتجاوزات جسيمة في تسييره، لم يعد السكوت عنها ممكنا. ومباشرة بعد خروجه من اللقاء، تقول المصادر، اتصل بأحد برلمانيي الحزب مطالبا إياه بالتدخل لدى السيد العامل “لإيجاد حل”، لأنه ـ بحسب تعبيره ـ مصيره أصبح على المحك.

هذا الحادث يكشف عن عقلية قديمة ما زالت تتحكم في بعض المنتخبين، عقلية تظن أن الانتماء الحزبي هو صك غفران، وأن الهواتف قادرة على وقف القانون. لكنهم نسوا أن العامل الجديد، الذي جُددت فيه الثقة من طرف جلالة الملك أكثر من مرة، رجل نزيه لم تتلطخ يداه بالمال الحرام، ولا يخضع إلا للقانون وروح المسؤولية.

رسالتنا إلى المواطنين: لا تصوتوا على الفساد

إننا في الرأي الآخر نعتبر أن فضح الفساد لا يبدأ من المؤسسات، بل من المواطن نفسه، من صوت الناخب الذي يبيع ضميره بدرهم، ثم يشتكي من انعدام الماء، وسوء الطرق، وغياب المدارس.

لهذا ندعو كل الغيورين على هذا الوطن إلى عدم السكوت عن مثل هذه النماذج، وألا يعيدوا انتخاب من جعلوا من الجماعة ملكية عائلية، يُزج فيها بالأبناء في مناصب المسؤولية، فيتلقون التعويضات دون أن تطأ أقدامهم مقرات العمل، والأمثلة أكثر من أن تُعد.

نحن معكم، سنُسلط الضوء على كل من ظن أنه فوق القانون، وسنبقى أوفياء لرسالة الإعلام النبيل: إعلام نظيف، لا يُشترى، ولا يُرهب، ولا يُساوم.

الأخبار ذات الصلة

1 من 750

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *