شهد إقليم تاونات، خلال اليومين الماضيين، موجة من التساقطات المطرية العنيفة المصحوبة بحبات البرد (التبروري)، خلفت أضرارا كبيرة على مستوى عدد من الجماعات القروية، خصوصا في ما يتعلق بالمحاصيل الفلاحية، وعلى رأسها غلة أشجار الزيتون.
وبحسب ما وثقته مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، فقد تكبد الفلاحون الصغار خسائر مادية فادحة، بعدما أتت العاصفة على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المثمرة، وألحقت أضرارا مباشرة بأشجار الزيتون التي تُعد مصدر الدخل الأساسي للعديد من الأسر في المنطقة.
وأظهرت المقاطع المتداولة تساقطا كثيفا لحبات “التبروري” بحجم لافت، ما أدى إلى تضرر الثمار وسقوط نسبة كبيرة منها على الأرض، في وقت حساس من الموسم الزراعي، حيث كان الفلاحون يعولون على محصول هذه السنة لتعويض آثار الجفاف والتقلبات المناخية التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الماضية.
وطالب عدد من الفلاحين، في تصريحات متفرقة، بتدخل عاجل من السلطات المختصة من أجل تقييم الأضرار وتعويض المتضررين، معتبرين أن هذه الكارثة الطبيعية تهدد استقرارهم المعيشي، خاصة في ظل غياب تأمين فلاحي شامل، وصعوبة ولوجهم إلى الدعم المؤطر في مثل هذه الحالات.
وتأتي هذه العواصف في سياق مناخي غير مستقر تعيشه مناطق عديدة من المملكة، حيث باتت التقلبات الجوية المفاجئة تشكل تهديدا حقيقيا على الأمن الفلاحي، ما يطرح مجددا ضرورة الإسراع في تنفيذ برامج التأمين الفلاحي والتأقلم مع التغيرات المناخية، لضمان استدامة الأنشطة الزراعية، خصوصا في المناطق الجبلية والهشة.
