في لحظة امتزج فيها الحس المهني بصدق الانتماء، وجّه الصحافي يونس دافقير، ابن جماعة تيزي نْتْكوشت ومنطقة أدرار العزيزة، رسالة صادقة من قلب العاصمة الإقتصادية إلى قلب الجنوب، ومن داخل استوديو “ميد راديو” إلى السيد محمد سالم الصبتي العامل الجديد على إقليم اشتوكة أيت باها، بمناسبة نيله الثقة المولوية وتعيينه على رأس هذا الإقليم الذي يعاني من تحديات تنموية واجتماعية عميقة، لا سيما في مجالات التهيئة الترابية والعدالة المجالية.
ففي بوحٍ يعكس غيرة الأصيل وحرقة المحب، اعتبر دافقير أن أولى الأولويات التي تنتظر تدخل العامل الجديد هي إيجاد حل نهائي لمعضلة الرعي الجائر، وهي قضية باتت تمثل جرحًا نازفًا في جسد مناطق أدرار، بما تحمله من انعكاسات بيئية واجتماعية خطيرة، تهدد التوازن الإيكولوجي، وتغذي الاحتقان وسط الساكنة المحلية، في ظل شعور متنامٍ بالتهميش واللامبالاة.
وفي ظل تنامي شكاوى السكان من الاعتداءات المتكررة على ممتلكاتهم الزراعية وفضاءات عيشهم، شدد دافقير، في مداخلته الإعلامية، على أن أبناء المنطقة ما عادوا يطالبون بالمسكن أو الشغل أو الطريق، بقدر ما صار حقّهم الأول اليوم هو “الطمأنينة” داخل أرضهم، والعيش بأمن دون خوف على مزارعهم وممتلكاتهم. لقد صار مطلب الكرامة متجسدًا في حماية ما تبقى من أرزاقهم وأشجارهم من الاجتياح الموسمي لقطعان الرعاة الرحل، في ظل غياب تنظيم قانوني فعال يوازن بين الحق في التنقل والحق في الحماية من الاعتداء.
رسالة دافقير، وإن جاءت بصيغة شخصية، فقد نطقت بما يجول في خاطر آلاف المواطنين بقبائل أدرار وسوس، ممن يتطلعون لعهد جديد مع العامل الصبتي، عهد تُستعاد فيه هيبة الدولة، وتُفعّل فيه مقتضيات القانون، وتُفتح فيه قنوات الحوار البناء مع الساكنة.
إنّ الصحافي، حين يتكلم بلسان المواطن، يخلع عنه عباءة الحياد، ويلبس ثوب الأمانة. ويونس دافقير، ابن الأرض ومرآة همومها، لم يتردد في توجيه نداء الوفاء لبلدته، متسلحًا بجرأة الكلمة ومسؤولية الموقف، واضعًا بين يدي العامل الجديد خريطة أولية لأولويات اشتوكة العميقة، بعيدًا عن الواجهة السياحية والسهل الساحلي، حيث المعاناة تختبئ في الجبال والقرى النائية.
ويبقى الأمل أن تجد هذه الرسالة، بما تحمله من نبض حقيقي، آذانًا صاغية، وإرادة فعلية لدى المسؤول الترابي الجديد، حتى تعود السكينة لأرض طالما أنجبت رجالاً غيورين، لم ينسهم الإعلام حبهم للجذور.
Abd.Boutbaoucht