بتعيين السيد محمد سالم الصبتي عاملاً جديداً على إقليم اشتوكة آيت باها، يفتح الإقليم صفحة جديدة من العمل الإداري والتنموي، في سياق تتطلب فيه التحديات المحلية والمركزية تعاونا وثيقا بين كافة مستويات السلطة والإدارة. وفي هذه المرحلة الدقيقة، يبدو أن السيد العامل الجديد سيكون محظوظاً بوجود كاتب عام من طراز رفيع هو السيد محمد بنعيسى، الذي أثبت على الدوام أنه إطار إداري متميز يجمع بين الفكر والممارسة، بين المبادرة والانضباط، وبين الولاء لتوجيهات الدولة والسعي الجاد لتجسيدها واقعاً ملموساً.
محمد بنعيسى ليس مجرد كاتب عام، بل هو مدرسة إدارية قائمة الذات، رجل سلطة بحس إداري متقدم، خبر دروب الإدارة الترابية في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها. يجمع بين الحكامة والفعالية، ويبرع في معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية بقدر عالٍ من الدقة والحكمة. إنه مسؤول لا يكتفي بتدبير الأمور اليومية، بل يساهم بفكره وتجربته في بلورة الحلول وتجاوز الإكراهات، واضعاً نصب عينيه المصلحة العامة والالتزام بالمفهوم الجديد للسلطة كما أراده جلالة الملك محمد السادس.
يمتاز بنعيسى بثقافة قانونية وإدارية رصينة، وتجربة ميدانية واسعة، وهي خصال قلما تجتمع في مسؤول إداري واحد. لا يكتفي بتنفيذ التوجيهات، بل يتفاعل معها بفهم عميق واستيعاب دقيق، ما يمكنه من تنزيلها على أرض الواقع بروح عالية من الالتزام والمهنية. كما يُعرف عنه حسن الإصغاء، والتفاني في العمل، والقدرة على استيعاب الملفات المعقدة، وتدبير الموارد البشرية والإدارية بكفاءة واقتدار.
ورغم صرامته الإدارية المعروفة، لا يغيب عن محمد بنعيسى الجانب الإنساني، إذ يتسم بمرونة في التعامل وبشاشة في التواصل، لا تحجب جديته المسؤولة ولا تفريطه في الانضباط الواجب. فهو نموذج نادر لرجل سلطة يجسد في سلوكه اليومي تلك الثنائية التي تبدو صعبة التحقق: الصرامة والليونة، الفعالية والفكر، الانضباط والإبداع.
لذلك، فإن عامل الإقليم الجديد، السيد محمد سالم الصبتي، سيكون أمام فرصة ثمينة للاستفادة من تجربة وخبرة كاتب عام استثنائي، قادر على تسهيل عملية الاندماج في الإقليم، وتيسير التعرف على مكوناته، وسبر أعماق إشكالاته، في أفق بلورة رؤية تنموية شاملة تستجيب لتطلعات الساكنة وتواكب توجيهات الدولة المغربية.
في اشتوكة آيت باها، حيث تتقاطع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، سيكون للتكامل بين العامل الجديد والكاتب العام دور محوري في بناء مسار تنموي واعد، يسنده فكر عميق وإرادة صلبة وإدارة رشيدة.
A.Bout
