في خطوة تعكس التوجهات الجديدة للمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد نحو تعزيز الحوار والتعاون المؤسساتي، شهدت أكادير أمس الجمعة 23 ماي 2025 لقاءً تواصليًا هامًا جمع المكتب الجهوي للمنظمة بجهة سوس ماسة مع القيادة الجهوية للدرك الملكي. يمثل هذا اللقاء سابقة إيجابية تؤكد على أهمية الشراكة بين المجتمع المدني والأجهزة الأمنية في بناء دولة الحق والقانون وتعزيز الأمن المواطناتي.
يأتي هذا اللقاء في سياق وطني وإقليمي يفرض تحديات أمنية متزايدة وتحولات مجتمعية متسارعة، ما يستدعي مقاربة شاملة يضطلع فيها المجتمع المدني بدور فعال. لقد شكل اللقاء فرصة لتبادل وجهات النظر بصراحة ومسؤولية حول العلاقة بين المواطنين ومصالح الدرك الملكي، وطرح الإشكاليات الميدانية التي ترد على المنظمة من الساكنة. كان الهدف الأساسي هو إيجاد حلول واقعية وفعالة تضمن احترام الكرامة الإنسانية وتحافظ على الأمن العام وصيانة الحقوق والحريات، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية التي تعتبر المقاربة الحقوقية والأمنية رافعتين أساسيتين للنموذج التنموي الجديد.
تفاصيل اللقاء والحضور
انعقد اللقاء بمقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بأكادير، وحضره عن القيادة الجهوية كل من الكولونيل ماجور عبد العالي دحماني (القائد الجهوي)، ونائب القائد الجهوي، وقائد السرية، ومنسق القيادة الجهوية. فيما مثل المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد كل من عبيل عبد الرحيم (رئيس المكتب الجهوي)، البشير جعة (الكاتب العام)، محمد متوكل (أمين المال)، ورضوان وتلان (نائب الكاتب العام).
تميز اللقاء بحسن الاستقبال والضيافة، حيث أكد القائد الجهوي على أهمية هذه اللقاءات في ترسيخ ثقافة الحوار والثقة المتبادلة. وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من السيد أمين المال الجهوي للمنظمة، عبر فيها عن الامتنان للقيادة الجهوية للدرك الملكي على تجاوبها الإيجابي وانفتاحها، مثمنًا جهود الدرك الملكي في حفظ النظام العام وتوفير الأمن. كما أكد أن المنظمة تضع ضمن أولوياتها النهوض بثقافة حقوق الإنسان ومد جسور التعاون البناء مع مختلف المؤسسات، معتبرًا هذا اللقاء محطة تأسيسية لعلاقة استراتيجية تقوم على الشفافية والمسؤولية المشتركة. من جانبه، شدد رئيس المكتب الجهوي للمنظمة، عبيل عبد الرحيم، على أهمية تعزيز قنوات التواصل بين المجتمع المدني والمؤسسة الأمنية، مؤكدًا استعداد المنظمة للمساهمة في ترسيخ قيم دولة القانون.
تخلل اللقاء مداخلات نوعية وشاملة من أعضاء المكتب الجهوي للمنظمة، ركزت على ضرورة تكريس ثقافة التواصل والانفتاح، وطرح ملاحظات ميدانية، وتقديم مقترحات لتطوير العلاقة مع المصالح الأمنية في المناطق النائية، مع التأكيد على تبني المقاربة الحقوقية. كما شدد المتدخلون على ضرورة إنشاء آليات فعالة للتنسيق، مثل خلايا الإنصات، واقترحوا تنظيم حملات تحسيسية ميدانية مشتركة. ولم يفتهم الإشادة بالمجهودات الأمنية والدعوة إلى ترسيخ ثقافة التحفيز، بالإضافة إلى إمكانية إبرام اتفاقية شراكة مؤطرة.
تفاعل القيادة الجهوية وتوصيات اللقاء
قدم الكولونيل ماجور عبد العالي دحماني عرضًا شاملًا حول الوضع الأمني بالجهة، مستعرضًا التحديات والجهود المبذولة في مكافحة الممارسات الخارجة عن القانون. وأكد حرص القيادة الجهوية على التفاعل الجاد مع الشكايات وفتح قنوات تواصل جديدة مع المنظمات الجادة.
تمحورت محاور اللقاء الكبرى حول:
تقوية جسور التنسيق عبر لقاءات دورية وخلايا تنسيق.
طرح الملاحظات الميدانية.
تفعيل الشراكة المؤسساتية باتفاقية تعاون تشمل التكوين والمتابعة الحقوقية.
فتح باب التواصل بين المجتمع المدني والقيادة الجهوية للدرك لتيسير معالجة القضايا المستعجلة.
تثمين عناصر الدرك المتفانين.
اقتراح حملات تحسيسية في الوسط القروي والمدرسي.
مناقشة دور المجتمع المدني في دعم الأمن الوقائي.
وفي ختام اللقاء، قدم عبيل عبد الرحيم درع الامتياز للقائد الجهوي، تقديرًا لجهوده وتفاعله الإيجابي.
اللقاء خرج بتوصيات هامة شملت تعزيز آليات التنسيق الدائم، تخصيص آليات خاصة للقضايا المستعجلة، تنظيم لقاءات تواصلية دورية، ودعم العمل التوعوي في المجال الحقوقي والأمني. وقد عبر جميع الحاضرين عن ارتياحهم للأجواء التشاركية والمهنية التي طبعت اللقاء، مؤكدين على أهمية ترسيخ هذه السنة التواصلية كتقليد مؤسساتي يعزز الاستقرار ويقرب المؤسسة الأمنية من المواطن.
تؤكد المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد أن مثل هذه اللقاءات تعزز الثقة بين المواطن والدولة، وتبرز انفتاح مؤسسة الدرك الملكي على المقاربة الحقوقية ودور المجتمع المدني كشريك في التنمية والاستقرار. واختتم البيان برفع الدعاء إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سائلين الله أن يحفظه ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وأن يديم على المغرب نعمة الأمن والاستقرار تحت قيادته الرشيدة.