تعزيز التعاون العسكري الثنائي: وفد موريتاني يستطلع الخبرات المغربية في مجال الصحة العسكرية

في تجسيدٍ للتعليمات السامية لصاحب الجلالة، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبلت المفتشية العامة لمصلحة الصحة العسكرية بالرباط يوم الثاني والعشرين من أبريل 2025 وفداً رفيع المستوى من الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة. ترأس الوفد الصيدلي العقيد محمد طالب جيدو، المدير العام لمصلحة الصحة للقوات المسلحة والأمن الموريتانية، وكان برفقته الطبيب العقيد شيخ تراب داهيا، مدير الشؤون الطبية.

تأتي هذه الزيارة الهامة في سياق العلاقات الأخوية المتينة والتعاون العسكري الثنائي الراسخ بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية. وقد شكلت هذه المناسبة فرصة قيمة للجانبين لتبادل وجهات النظر واستعراض التجارب الناجحة في مجال حيوي وهو الصحة العسكرية.

خلال اللقاء المثمر الذي جمع الطبيب الفريق مفتش مصلحة الصحة العسكرية بالوفد الموريتاني، تم تسليط الضوء على التجربة الرائدة التي راكمتها القوات المسلحة الملكية في مجال الصحة العسكرية، وما تملكه من كفاءات وخبرات متقدمة ومرافق طبية حديثة. كما جرى التباحث حول آفاق جديدة لتوسيع وتعزيز الشراكة بين البلدين الشقيقين في هذا المجال الهام.

وقد تركزت النقاشات بشكل خاص حول إمكانيات التعاون في مجالات حيوية مثل التكوين المستمر للأطر الطبية وشبه الطبية، وتبادل الخبرات والمعارف في مختلف التخصصات الطبية العسكرية. ويُعد هذا التركيز على التكوين وتبادل الخبرات مؤشراً واضحاً على حرص الطرفين على الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للعسكريين في كلا البلدين.

إضافة إلى اللقاءات الرسمية، قام الوفد الموريتاني بجولة استطلاعية شملت عدداً من المصالح الاستشفائية المتخصصة التابعة للمستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس بالرباط. وقد اطلع الوفد عن كثب على التجهيزات المتطورة والتقنيات الحديثة المستخدمة في هذه المراكز، والتي تعكس المستوى العالي الذي وصل إليه قطاع الصحة العسكرية في المملكة المغربية.

وقد شملت الجولة على وجه الخصوص مركز طب القلب، الذي يُعد من المراكز المرجعية المتخصصة في علاج أمراض القلب والشرايين، ومركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية، الذي يلعب دوراً حيوياً في مواجهة التحديات الصحية المتعلقة بالأمراض المعدية. كما زار الوفد مركز الخبرة الطبية لأطقم الملاحة الجوية، وهو مركز متخصص في تقييم وصحة الطيارين وأطقم الطيران.

إن هذه الزيارة النوعية للوفد الموريتاني وما تضمنته من لقاءات مثمرة وجولات ميدانية، تعكس عمق العلاقات الأخوية والتعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين، وتؤكد على الإرادة المشتركة لتعزيز هذا التعاون في مختلف المجالات، وخاصة في قطاع الصحة العسكرية الذي يكتسي أهمية استراتيجية قصوى. ولا شك أن هذه المبادرات ستساهم بشكل فعال في تبادل الخبرات وتطوير القدرات الصحية للقوات المسلحة في كلا البلدين، خدمةً لمصالح البلدين الشقيقين وأمنهما المشترك.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬310

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *