انعقدت، زوال اليوم السبت 19 أبريل 2025، بمدينة أيت ملول، دورة المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال، في أجواء يسودها روح الانضباط والمسؤولية، تحت شعار:”تقوية المسار الديمقراطي رهين بتخليق الحياة العامة”.
وقد ترأست أشغال هذه الدورة القيادية زينب قيوح، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، بحضور وازن لأطر ومناضلي الحزب، وفي مقدمتهم السيد خالد الشناق، النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، والسيد ميلود باصور، المفتش الإقليمي للحزب، والسيد هشام باصور، الكاتب المحلي للحزب، والسيد محمد بكيز، رئيس المجلس الجماعي للقليعة، إلى جانب عدد مهم من أعضاء المكتب الإقليمي وممثلي الهيئات والتنظيمات الموازية للحزب.
وشكل اللقاء مناسبة تنظيمية هامة لمناقشة الرهانات السياسية والتنموية الراهنة بالإقليم، كما تم التأكيد على مركزية تخليق الحياة العامة كمدخل أساسي لتعزيز الثقة في المؤسسات، وترسيخ قيم الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وخلال كلمته السياسية القوية، أكد النائب البرلماني خالد الشناق على أنه لا يمكن للسياسة أن تستقيم بدون أخلاق، والمغرب يواجه اليوم، للأسف، أزمة أخلاقية حقيقية، يتحمل فيها كل طرف مسؤوليته من موقعه”، مشددًا على أن حزب الاستقلال يضع تخليق الحياة العامة في صلب أولوياته واهتماماته.
كما أشاد السيد الشناق بالتحول التنموي الذي تشهده جماعة القليعة، معبرًا عن تقديره بالقول:”نحيّي الأخ محمد بكيز على الدينامية والجهود الفعالة التي بذلت في الجماعة خلال ولايته، والفرق شاسع بين واقع القليعة بالأمس واليوم… لقد أصبحت بحق قلعة استقلالية يُستشهد بها كمثال على مستوى جهة سوس ماسة، بل وعلى الصعيد الوطني”.
وفي سياق الشأن الحكومي، أوضح السيد الشناق أن حزب الاستقلال يساهم في تدبير الشأن العام من خلال توليه أربع حقائب وزارية مهمة، وهي: التجهيز والماء، النقل واللوجستيك، التجارة والصناعة، والأسرة والتضامن، بالإضافة إلى كتابة الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة مكلف بالتجارة الخارجية وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الإجتماعي، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن الحزب لم يمنح الحكومة تفويضًا مطلقًا، بل يواصل ممارسة دوره النقدي البناء والمسؤول، كما تجلى ذلك في تدخل الأمين العام الأخير بشأن دعم استيراد الأغنام واللحوم، وكشف المضاربين الذين استغلوا الظرفية للإضرار بالقدرة الشرائية للمواطنين”.وهنا يكمن المشكل الحقيقي في إخفاق مخطط المغرب الأخضر، وهو ما نبه إليه حزب الاستقلال مبكرًا، وها نحن اليوم نشهد نتائجه الوخيمة في تدهور الثروة الحيوانية الوطنية
وشدد النائب البرلماني على أن حماية القدرة الشرائية للمواطنين تمثل أولوية قصوى لحزب الاستقلال، مشيدًا بقرار جلالة الملك بإلغاء مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى لما يحمله من تخفيف للأعباء على الأسر المغربية.
كما لفت الانتباه إلى التناقض الصارخ في الأرقام الرسمية المتعلقة بالقطيع، حيث أشار إلى أن العدد المعلن في يونيو 2024 بلغ 7.5 مليون رأس، بالإضافة إلى 400 ألف رأس مستوردة، بينما لا يتجاوز العدد الحالي 3 ملايين رأس، متسائلاً باستنكار:
“هل كانت تلك الأرقام غير دقيقة؟ ومن هي الجهة المخولة بتقديم البيانات الصحيحة؟ هل هي وزارة الفلاحة؟ أم المندوبية السامية للتخطيط؟ أم جهة أخرى؟”.
واختتم السيد الشناق كلمته بالتأكيد على ضرورة التصدي للجشع التضخمي ليس فقط في قطاع الأغنام، بل أيضًا في قطاع المحروقات، مطالبًا بتخفيض أسعار الوقود بدرهمين بما يتماشى مع انخفاضها في الأسواق الدولية، ومنتقدًا غياب العدالة في الأسعار التي تستفيد منها فقط شركات النقل الكبرى.
وفي ختام أشغال الدورة، نوهت السيدة زينب قيوح بالحيوية التنظيمية للحزب بالإقليم، مؤكدة أن حزب الاستقلال سيظل قوة اقتراحية ومسؤولة، تشتغل بقرب من المواطن، داعية إلى مواصلة التعبئة استعدادًا للمراحل المقبلة من العمل الحزبي والمجتمعي.