مدينة المهن والكفاءات بأكادير: مؤسسة واعدة تعاني من أزمة نقل خانقة

تعد مدينة المهن والكفاءات بأكادير والتي وضع جلالة الملك محمد السادس نصره الله حجرها الأساس في 7 فبراير 2020 من أبرز المشاريع التكوينية الحديثة بالمغرب، حيث تم تشييدها بجماعة الدراركة على مساحة 15 هكتارًا، بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 مقعد بيداغوجي، مع 420 مقعدًا إضافيًا يؤمنه المعهد المتخصص في الصناعات الغذائية كملحقة تابعة للمدينة. وقد استقبلت هذه المؤسسة أول فوج من المتدربين في 4 أكتوبر 2022، والذي ضم أكثر من 1600 متدربًا، مستفيدين من بنية تحتية متطورة توفر تكوينًا متقدمًا في 11 قطبًا مهنيًا متخصصًا، إضافة إلى منصات تطبيقية تحاكي بيئة العمل الحقيقية.

إشكالية النقل: معاناة يومية للمتدربين
ورغم كل هذه الإمكانيات، تواجه المؤسسة مشكلة حادة في النقل، تؤثر على راحة المتدربين وجودة تكوينهم. فالنقل العمومي غير كافٍ ولا يغطي جميع المناطق التي ينحدر منها الطلبة، مثل إنزكان، تراست، أورير، التامري، تلبرجت، الحي المحمدي، وبنسركاو. كما أن عدد الحافلات المتاحة محدود جدًا، والتوقيت المقترح لانطلاقها لا يتناسب مع البرنامج التكويني، مما يضطر الطلبة إلى المغادرة قبل ساعتين على الأقل للوصول إلى المؤسسة في الوقت المحدد.

مخاطر التنقل بوسائل غير آمنة
في ظل غياب حلول رسمية فعالة، يلجأ العديد من المتدربين إلى “الأوطوسطوب” للوصول إلى وجهتهم، مما يعرضهم إلى مخاطر حوادث السير والاعتداءات، خاصة بالنسبة للتلميذات، حيث يتزايد الخوف من حالات الاختطاف أو التحرش، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا على سلامتهم. كما أن التأخر المتكرر بسبب النقل قد يؤثر على مستوى تحصيلهم الدراسي، ويخلق ضغطًا نفسيًا إضافيًا على المتدربين وأسرهم.

مطالب بضرورة التدخل العاجل
في ظل هذه الأوضاع، يناشد المتدربون والتلميذات السيد والي جهة سوس ماسة والجهات المعنية لإيجاد حلول فورية وفعالة عبر:

  • توفير خطوط نقل إضافية تغطي جميع المناطق التي ينحدر منها الطلبة.
    –  تحسين جدول الحافلات ليواكب التوقيت الدراسي، بما يضمن وصول المتدربين في ظروف آمنة ومريحة.
    – تخصيص وسائل نقل خاصة بالمدينة، خصوصًا أن الداخلية تستوعب 400 متدرب فقط، ما يعني أن الغالبية بحاجة إلى وسائل نقل يومية.

 

  • إن مدينة المهن والكفاءات بأكادير تمثل مشروعًا طموحًا ومبتكرًا في مجال التكوين المهني، لكن ضعف وسائل النقل يظل عائقًا كبيرًا أمام جاذبيتها وفعاليتها. وعليه، فإن التدخل العاجل من طرف المسؤولين أصبح ضرورة لتسهيل ولوج المتدربين إلى المؤسسة، وضمان بيئة تعليمية آمنة ومحفزة لهم.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬276

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *