يعتبر شهر رمضان في مدينة إنزكان أكثر من مجرد مناسبة دينية وروحية، بل هو كذلك محطة رئيسية في الحركية الاقتصادية للمدينة، حيث تنتعش الأسواق وتزدهر تجارة القرب، مما يعكس دينامية استهلاكية خاصة بهذا الشهر الكريم.
وتبرز هذه الحركة الاقتصادية بوضوح في أسواق إنزكان الشهيرة، التي تعد القلب النابض للتجارة بالمنطقة، حيث يتأهب التجار لهذا الموسم بتوفير كميات كبيرة من المواد الغذائية التقليدية المطلوبة بكثرة، مثل التمور، الشباكية، البريوات، والسلو، إلى جانب مستلزمات تحضير الحريرة التي لا غنى عنها على مائدة الإفطار.
ومع اقتراب موعد الإفطار، تتحول الأسواق إلى خلية نحل حقيقية، حيث تصطف الطوابير أمام المخابز ومحلات الحلويات، ويكتظ سوق الجملة بالخضر والفواكه بالزبائن الذين يبحثون عن أجود المنتجات بأفضل الأسعار. وتعد أسواق إنزكان واحدة من أهم المزودين للمنتوجات الغذائية على مستوى الجهة، وهو ما يجعلها قبلة رئيسية للمتسوقين من مختلف المدن المجاورة.
ولا يقتصر الأمر على الأسواق التقليدية فقط، بل تشهد محلات البيع بالتجزئة دينامية مماثلة، حيث يسعى تجار القرب إلى توفير بدائل متنوعة تناسب مختلف الميزانيات، مما يعكس طبيعة رمضان كموسم للتجارة والتكافل الاجتماعي في آنٍ واحد.
وبالرغم من الطلب المرتفع، يؤكد العديد من التجار أن الأسعار ظلت مستقرة نسبيًا، خاصة مع المراقبة المشددة من السلطات المحلية لمنع أي مضاربات غير قانونية. كما ساهمت رقمنة التجارة في تحسين تجربة التسوق، حيث أصبح العديد من التجار يقدمون خدمات التوصيل المنزلي، وهو خيار لاقى استحسانًا كبيرًا لدى الأسر التي تفضل اقتناء مستلزماتها دون عناء التنقل وسط الزحام.
رمضان في إنزكان ليس مجرد فترة استهلاك، بل هو مشهد متكامل يعكس التقاليد، التضامن، وروح الاقتصاد المحلي النابض بالحياة، حيث يحرص الجميع على أن تكون وفرة السلع وجودتها في مستوى تطلعات الساكنة، ليظل هذا الشهر عنوانًا للحركية التجارية بامتياز.
A.Boutbaoucht