في عمل مؤسف وعنيف، تعرض مناصرو فريق شباب آيت إعزة لاعتداء أثناء عودتهم من مدينة القليعة، التي احتضنت مباراة الجولة الـ14 من بطولة القسم الشرفي الممتاز. وقع الهجوم على الطريق السريع الرابط بين آيت ملول وتارودانت،مخلفًا صدمة وحسرة في نفوس عشاق الرياضة.
وفقًا لشهادات الحاضرين، تعرضت سيارة تقل مناصري الفريق لهجوم وحشي، حيث تم تهشيم زجاجها والاعتداء جسديًا على الركاب، ما أسفر عن إصابات خطيرة لدى بعضهم. هذه الواقعة المؤلمة تسلط الضوء على تفاقم ظاهرة العنف المرتبطة بكرة القدم، والتي باتت تهدد أمن وسلامة المشجعين، وتحيد بالرياضة عن رسالتها السامية.
ما حدث على هذا الطريق ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو مؤشر واضح على الانزلاق الخطير الذي قد يسببه التعصب الرياضي. عندما تتحول فضاءات الرياضة، من مدرجات وطرق، إلى ساحات للعنف بدلًا من الفرح والتلاحم، فإن ذلك ينذر بخطر كبير على المجتمع بأسره.
القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف. على الجهات الأمنية تكثيف التدابير الوقائية، وتطبيق قوانين صارمة بحق كل من يهدد الأمن أو يسعى لإثارة الفوضى. كذلك، يجب أن يعمل مسؤولو الأندية والجهات المنظمة على تعزيز ثقافة الروح الرياضية بين المشجعين، من خلال تنظيم حملات توعية، وفرض عقوبات رياضية على الأندية المتورطة في أحداث عنف، وتشجيع مبادرات الصلح بين الجماهير، وغيرها من المبادرات البناءة.
في المقابل، يتحمل الجمهور نفسه جزءاً من المسؤولية. فالرياضة، بما فيها كرة القدم، ليست سوى وسيلة للترفيه وتوطيد العلاقات الإنسانية. تحويلها إلى سبب للعنف والتفرقة يُلطخ سمعة الرياضة ويُجرِّدها من جوهرها النبيل.
كرة القدم هي أكثر من مجرد لعبة؛ هي لغة عالمية تجمع الناس على اختلاف انتماءاتهم. لكن استمرار هذه الممارسات العنيفة يُلطخ سمعة الرياضة ويُهدد مستقبلها. لذلك، يبقى الأمل في أن تتخذ الجهات المختصة خطوات حازمة لحماية أمن المشجعين، وأن يعي الجميع بأن الرياضة يجب أن تكون مساحة للمحبة والتسامح، لا ميداناً للعنف والعداوة.