من مكافحة الإرهاب إلى الدبلوماسية الأمنية: حموشي والشراكات الاستراتيجية للمغرب

أحدث عبد اللطيف حموشي ثورة شاملة في النظام الأمني بالمغرب، جعلت البلاد قوة أمنية رائدة في المنطقة ورقما صعبا في مكافحة الإرهاب والجريمة على المستوى العالمي. وقاد عبد اللطيف حموشي إصلاحات جذرية طالت أجهزة الأمن المغربية، محققا نقلة نوعية جعلت المغرب في مصاف الدول العالمية في مجال استثبات الأمن ومواجهة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. وقد تمكن بفضل مهاراته المهنية من أن يصبح شريكًا رئيسيًا لدول كبرى، خاصة بعد تفجيرات الدار البيضاء في 2003.

نشرت صحيفة “أتالايار” الإسبانية، امس الخميس 12 شتنبر 2024، بورتريه لعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، استعرضت فيه مختلف الإصلاحات الكبرى التي قادها، وجعلت من المغرب القوة الأمنية الأكبر في المنطقة وأحد اللاعبين الأساسيين في مكافحة الجريمة والإرهاب على المستوى العالمي.
وكتبت الصحيفة، تحت عنوان “حموشي: القائد الذي صنع تاريخ الأمن بالمغرب”، أن “حموشي، وبفضل رؤيته الاستراتيجية التي تسعى إلى حماية المواطنين والمساهمة في الاستقرارين الإقليمي والدولي، أحدث نقلة نوعية في الأمن المغربي، ليجعل من المملكة طرفا أساسيا في الجهود الدولية لمواجهة التهديدات المعاصرة كالإرهاب والجريمة العابرة للحدود”.

وأضافت الصحيفة أن “حموشي استند في إصلاحاته الكبرى للأمن المغربي على نهج متكامل متعدد الأبعاد، ساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن الوطني والاستقرار الإقليمي، بفضل ارتكازه على مبادئ الابتكار، والاستباقية، والتعاون، وتبادل المعلومات، وتأهيل الأطر الأمنية، مع إيلاء أهمية كبرى للقيم الإنسانية كالتسامح والتعايش السلمي”.
وتطرقت الصحيفة الإسبانية إلى المسار المهني لحموشي، الذي ولد سنة 1966 في قرية بني افتح قرب تازة وترعرع في فاس، حيث حصل على البكالوريا ودرس القانون بجامعة ظهر المهراز بالعاصمة العلمية للمملكة، مبرزة أنه انضم إلى وزارة الداخلية في سن لا يتجاوز 25 عاما، وبرهن عن تميزه في الحكامة ورباطة جأشه الاستثنائية، ليتم تعيينه لاحقا في المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وساهم حموشي في تكريس إشعاع المغرب إقليميا وقاريا ودوليا على مستوى مكافحة الإرهاب، حيث كتبت الصحيفة أن ” حموشي بعد تفكيك هجمات 11 شتنبر، أضحى شريكا رئيسيا للأمريكيين في مكافحة الإرهاب. وفي دجنبر 2005، عينه الملك محمد السادس على رأس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في سن يناهز 39 سنة، ليصبح في 2015 أول شخص يجمع بين رئاسة المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني”.

وأضافت صحيفة أتالايار انه “تحت قيادته، أصبح المغرب نموذجا رائدا في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وحاز على إشادة دولية لدوره الفعال في إحباط المخططات الإرهابية وتفكيك الشبكات الإجرامية. كما تم تعزيز التعاون الأمني والدبلوماسي مع العديد من الدول، مما عزز مكانة المغرب كقوة أمنية على الصعيد العالمي”.

وأكدت أتالايار أن “حموشي أعاد تشكيل صورة الشرطة المغربية بالكامل، من خلال تحديث أنظمتها وأساليب عملها وتعزيز كفاءتها، ثم النهوض بالأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن، وفتح الباب أمام النساء لولوج أسلاك الشرطة، ناهيك عن إحداث مركز دولي لتكوين الأطر الأمنية المغربية والإفريقية بإفران”.
وقالت الصحيفة إن عبد اللطيف حموشي يتميز أيضا بنشاطه اللامع على المستوى الدولي، حيث ساهم في تعزيز مناخ الثقة والتعاون مع العديد من الشركاء الدوليين، وتطوير دبلوماسية أمنية مغربية رفيعة المستوى. واليوم، “يعترف العالم بالمغرب كدولة رائدة في مكافحة الإرهاب ولاعب رئيسي في محاربة الجريمة العابرة للحدود، حيث يتميز، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، بأنه دولة ذات خطر صفري”.

وكتبت الصحيفة انه إلى جانب تنظيم المؤتمر السابع والأربعين لرؤساء الشرطة والأمن العرب سنة 2023، ومواكبة الأحداث الوطنية، والقارية والدولية الكبرى، مثل الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكأس العالم للأندية، وكأس إفريقيا للأمم تحت 23 سنة، وكأس إفريقيا للسيدات، لا يمكن تجاهل الدور الهام الذي قام به جهاز الأمن بعد زلزال الحوز في مساعدة الضحايا وضمان حماية ممتلكاتهم والحفاظ على النظام العام.
وليس غريبا، تقول الصحيفة، أن “يحصل رئيس الأمن المغربي على ميدالية الشرف المرموقة للشرطة الوطنية الفرنسية، وأن يتم تكريمه من قبل حكومات إسبانيا، والإمارات العربية المتحدة، ودول أخرى حول العالم. كما استقبله رؤساء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في الولايات المتحدة، وخدمة المخابرات الفيدرالية الألمانية BND”.

“رجل قيم وخبرة كبيرة، أظهر التزاما راسخا وقدرة لا تُنكر على تعزيز الروابط القائمة على الثقة مع الشركاء الدوليين، مرتكزا على التعاون الدولي كركيزة أساسية للاستراتيجية الدبلوماسية والأمنية للمغرب، تقول الصحيفة مضيفة أنه “نتيجة لذلك، أبرمت عدة دول في أمريكا، وإفريقيا، وأوروبا، وآسيا، والشرق الأوسط، بما فيها روسيا، شراكات استراتيجية مع المملكة”.

وخلصت الصحيفة الإسبانية إلى أن “الاستراتيجية الأمنية المبتكرة لحموشي جعلت المغرب شريكا رئيسيا في الساحة الأمنية الدولية، إذ ساهمت خبرته في بناء جسور من الثقة مع الشركاء الدوليين، ما أتاح للمملكة لعب دور محوري في حفظ الأمن والسلام العالميين”.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬204