“تحديات البيئة والسياحة: مستقبل تزنيت في خطر”

تعاني مدينة تزنيت بجهة سوس ماسة من واحدة من أكبر التحديات البيئية التي تهدد سكانها وتنذر بتأثيرات سلبية كبيرة على البيئة والصحة العامة. تلك المشكلة تتجلى في انتشار روائح كريهة لا يمكن تحملها بشكل دائم، ومصدر تلك الروائح هو مستنقعات مياه الصرف الصحي الموجودة بتجزئة “السعادة” و “الشرف” وقرية الصيادين.

الساكنة المحلية تعيش في ظروف صعبة جراء هذه الأوضاع البيئية الصعبة. الروائح الكريهة تتسرب إلى منازلهم وتعكر جوّ حياتهم اليومية. إن الوضع لا يمكن تجاهله ويتطلب تدخلًا عاجلا وجادًا من قبل الجهات المسؤولة.

مسؤولي الجماعة الحضرية لتزنيت،تعرضوا لانتقادات حادة من قبل السكان بسبب تقاعسهم عن معالجة هذه الأضرار البيئية. والأكثر تأثيرًا هم السكان الذين يعيشون في الأحياء القريبة من تلك المستنقعات.

الفعاليات المحلية والمواطنون يشعرون بالقلق بشأن تأثير هذا الوضع البيئي السلبي على سمعة تزنيت واستدامة قطاع السياحة الذي يلعب دورًا حيويًا في اقتصاد المدينة. تزنيت تعتبر واحدة من أجمل المناطق الساحلية في المغرب، ولا يجب أن تتسبب مشكلة بيئية كهذه في إلحاق الضرر بجاذبيتها.

وفي هذا السياق،تناشد الفعاليات المحلية عامل الإقليم، التدخل العاجل لوقف هذا العبث الذي يتعرض له سكان تزنيت وزوار المنطقة.

من ناحية أخرى، أفادت مصادر من المجلس الجماعي أن مشكلة تطهير مياه الصرف الصحي في المدينة موجودة منذ سنوات وقد تعثرت بسبب عدة عوامل، منها غياب الوعاء العقاري اللازم لإنشاء قنوات الصرف الصحي. ولكن يُشير المجلس إلى أنه سيعمل على حل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن.

وفي هذا السياق، يخطط المجلس لدراسة هذه القضية خلال دورته القادمة في شهر أكتوبر، مع إبرام اتفاقية شراكة مع وزارة الداخلية والمكتب الوطني للماء من أجل بدء تنفيذ المشروع. يجب أن يكون هذا الإجراء خطوة إيجابية نحو تحسين الوضع البيئي في تزنيت.

في النهاية، يجب أن يكون تحسين الوضع البيئي في تزنيت أولوية قصوى للجهات المعنية. إنها ليست مسؤولية الجهات الحكومية وحدها بل أيضًا مسؤولية المواطنين والمجتمع المحلي. تحقيق بيئة نظيفة وسليمة يعود بالنفع على الجميع، وهذا يجب أن يكون هدفنا المشترك.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬252