في مسعاه الفاشل لإظهار صورة مخالفة لوجهه القبيح، يحاول نظام العسكر الجزائري عبثا تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي والظهور بمظهر “القوة الضاربة” التي يُضرب لها ألف حساب في المحافل الدولية.
آخر بهلوانيات الطغمة العسكرية، تلك المهزلة التي كان بطلها قناع العسكر المدني عبد المجيد تبون، خلال زيارته لفدرالية روسيا للمشاركة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي وما رافق ذلك من تصريحات غريبة ومضحكة نالت قسطا كبيرا من السخرية والتهكم عبر مواقع التوصل الاجتماعي، فيما انبرت الأبواق الدعائية والذباب الالكتروني للدفاع عن نظام العسكر الجزائري وتلميع صورته وتحويل إخفاقات تبون إلى انجازات عبر النفخ في العناوين وتضخيمها لإثارة فضول القراء والمتتبعين.
تبون لم يكتف بإطلاق كذبة جديدة في موسكو عبر الادعاء بان القيصر نيكولا الثاني أهدى الأمير عبد القادر وسام النسر الأبيض، بل تعدى ذلك إلى استجداء بوتين لمساعدة المقاطعة الفرنسية في شمال إفريقيا على الاستقلال والاستقرار في ظل ما تعيشه من أزمات قد تعصف بالطغمة العسكرية في أي وقت.
ولم يخجل تبون وهو يقترح على بوتين توسط بلاده في حل الأزمة الروسية-الاوكرانية، والإدعاء بان الجزائر تنهج سياسة سلمية ولا ترغب إلا في السلم والاستقرار عبر العالم، علما أن أكبر مزعزع للأمن في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل هو نظام العسكر الجزائري، الذي يتبنى سياسة عدائية مرضية ضد جاره المغرب ويبني كل تحركاته ومبادراته الخارجية وفق عقيدة مرضية هدفها تفتيت وحدة المغرب وعرقلة مسيرته التنموية…
وتحاول الجزائر استغلال الوضع بين روسيا وأوكرانيا لتظهر بمظهر الوسيط، على الرغم من افتقادها لأي وزن دبلوماسي وضعف وزنها الاقتصادي والسياسي.
ويسعى نظام العسكر الجزائري إلى الحصول على صيت إعلامي مفتقد، من خلال تحركات تبون العسكر إلى الخارج، وهو ما اتضح خلال زيارته للبرتغال، والتي جاءت مباشرة بعد تأكيد لشبونة على جدية مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب سنة 2007 لوضح حد نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وتأتي زيارة تبون لموسكو في نفس التوجه، وبموازاة ما يعرفه نظام العسكر من أزمات داخلية وصراعات بين أجنحته، وكذا الأزمات الدبلوماسية مع العديد من الدول كاسبانيا وفرنسا، ورفض الجزائر تحمل مسؤوليتها في قضية الصحراء المغربية والمشاركة في العملية السياسية للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، تحاول الجزائر أن تظهر كـ “صانع للسلام” بين أوكرانيا وروسيا، على الرغم من رفضها وساطة الدول العربية في النزاع الذي افتعلته مع المغرب. إلا أنها لن تفلح في محاولتها الجديدة كما لم تنجح محاولاتها السابقة التي تسعى للتباهي من خلالها والظهور بمظهر “القوة العظمى الضاربة” كما يحلو لتبون ترديده، مثل المصالحة بين الفصائل الفلسطينية أو الدعوة إلى إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.
وتعتمد الجزائر على خطاب مزدوج، حيث تظهر نفسها كمن يسعى لحل النزاع في أوكرانيا في حين تقوض جهود المجتمع الدولي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ويعلم الجميع أن هدفها هو معاكسة النجاحات الدبلوماسية للمغرب والدينامية التي يعرفها ملف الصحراء من خلال تزايد عدد الدول الداعمة للمغرب ودبلوماسية القنصليات التي يتواصل فتحها بالعيون والداخلة…
ويسعى النظام العسكري الجزائري لفرض وجوده واستعداده لمساعدة روسيا للحيلولة دون اتخاذها لموقف في صالح المغرب. إلا أن روسيا تدرك جيدا النوايا الحقيقية للجزائر ولن تنطلي عليها حيل كابرانات فرنسا الذين باعوا البلاد وثرواتها لا لشيء سوى للمحافظة على مصالحهم ومصالح أسيادهم في الخارج…