قدّم محمد العزيزي، المدير العام للمكتب الإقليمي للتنمية وتقديم الخدمات لشمال إفريقيا لدى البنك الإفريقي، خلال ندوة رفيعة المستوى نظمتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب، أمس الأربعاء، عن أهمية مفهوم “المترابطة” (Nexus) في إفريقيا.
ويعكس هذا المفهوم مقاربة متكاملة تهدف إلى تحقيق الاستغلال الأنجع للموارد بأقل تداعيات سلبية على البيئة، وهو يعتبر نموذج تحلية مياه البحر لري سهل اشتوكة في المغرب مثالاً جيداً لاستخدام هذا المفهوم.
وأكد السيد العزيزي أن الدول الشمال إفريقية تواجه ثلاث تحديات تتعلق بالاستثمار في الري على نطاق واسع، والولوج إلى مصادر طاقة مكلفة، والحصول على الطاقة لأغراض الاستخدام.
من جانبه، أوضح أحمد البواري، مدير الري وإعداد المجال الفلاحي بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن المغرب قام بجهود استثمارية تبلغ قيمتها 50 مليار درهم من أجل مضاعفة القيمة المضافة لكل متر مكعب من المياه، وأن مشروع تحلية مياه البحر سيتمكن من تغطية حوالي 20 في المئة من المساحة المسقية بالطاقة الخضراء، وهو يهدف إلى تحقيق مليون هكتار من المساحات المسقية بواسطة الري الموضعي في أفق سنة 2030، مما يمثل أكثر من 60 في المئة من المساحة المسقية.
ولمعالجة قصور نموذج التدبير التقليدي للمياه الموجهة للسقي، لفت المسؤول إلى أنه تم الشروع في العديد من الأنشطة على مستوى الوزارة لأجل ضمان استدامة وفعالية أفضل للاستثمارات ومساءلة أمثل للفاعلين، مبرزا أن الأمر يتعلق، على الخصوص، بتطوير شراكة بين القطاعين العام والخاص، وبالتدبير المستدام للفرشة المائية وتحسين خدمة الماء.
وفي ما يتعلق بمفهوم “السيادة الغذائية – الأمن المائي”، سجل السيد البواري أن هذه الرؤية تعد نتيجة تقاطع الاستراتيجيات المائية والفلاحية حول جهد استثماري عمومي يناهز 165 مليار درهم، ما سيمكن من رفع القدرة التخزينية للسدود بمقدار 6 مليارات متر مكعب إضافية، وربط الأحواض في ما بينها وتطوير مؤهلات إضافية لتحلية المياه.
يشار إلى أن برنامج هذا الملتقى الدولي، المنظم تحت شعار “الجيل الأخضر.. من أجل سيادة غذائية مستدامة”، يتضمن عدة موائد مستديرة تهم، بالأساس، تحول الأنظمة الغذائية في سياق الأزمة، ومقاومة واستدامة أنظمة الإنتاج ودور التقدم العلمي والتكنولوجي في سياق التغيرات المناخية الشديدة، علاوة على التعاون جنوب-جنوب في تحقيق السيادة الغذائية المستدامة.