الرأي24/ع ب
ارتكزت استراتيجية المنطقة الأمنية بانزكان، منذ تعيين العميد الإقليمي محمد يازيدي على رئسها أواخر سنة 2017،على محاور متكاملة، تتمثل في الوقاية من الجريمة عبر الحضور المكثف للدوريات الأمنية بالشارع العام ، وزجر مختلف مظاهر الانحراف والجنوح من خلال تدعيم التدخلات الميدانية لمكافحة الجريمة،والنهوض بالعمل الاجتماعي بالإضافة إلى الانفتاح و التواصل مع المحيط الخارجي.
وتنزيلا للمحاور الكبرى التي سطرتها المديرية العامة للأمن الوطني فإن المنطقة الأمنية بانزكان تعمل جاهدة وفق مخطط أمني شامل و مندمج وذو أهداف محددة ،يروم تحقيق مقاربة متعددة الأبعاد، يتكامل فيها الشق الوقائي عن طريق توزيع العنصر البشري بطريقة مدروسة بغية تحقيق تواجد أمني دائم بمختلف ربوع المدينة، بالبعد الزجري عبر تشخيص طبيعة الجريمة و بلورة طرق محاربتها سواء في الحالات العادية أو الاستثنائية، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الجريمة العنيفة و الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية والجرائم الماسة بالممتلكات، كما ركز أيضا الأمن الإقليمي على الانفتاح و التواصل مع المحيط الخارجي وذلك تحقيقا لمفهوم الشرطة المواطنة وإيمانا بجعل المصلحة الفضلى فوق كل اعتبار، و الإسهام في ترسيخ مبادئ دولة الحق و القانون والشفافية و الحكامة الجيدة في تدبير المرفق الأمني، وفي تخليق الحياة المهنية والرفع من جودة الخدمات التي تقدمها مصالح ولاية الأمن للمواطنين والأجانب على حد سواء.
ولكسب كل الرهانات الأمنية، في وقت له خاصيته واستثنائيته، فقد بادرت المنطقة الأمنية بانزكان بوَضْع خطة عمل محكمة وشاملة تتمحور حول :
- المقاربة الوقائية:
ظلت المنطقة الأمنية بانزكان وفية للمخطط الذي وضعته تحت إشراف المديرية العامة للأمن الوطني من أجل تغطية أمنية شاملة وذلك عبر تنزيل مجموعة من الإجراءات، تتلخص في: - تكثيف التغطية الأمنية عن طريق التدبير المعقلن والمدروس للوسائل البشرية واللوجستيكية الموضوعة رهن إشارة المصالح الأمنية وضمان الانتشار والتواجد الأمني من فرق متخصصة تابعة للشرطة القضائية و أخرى تابعة للأمن العمومي من دوائر الشرطة و فرق الأبحاث والتدخلات،والدراجين، ونجدات الهيئات الحضرية، ووحدات حفظ النظام بنقط الارتكاز، وذلك على مستوى جميع الأحياء السكنية و المحاور بالمدينة للارتقاء بالإحساس بالأمن لدى الساكنة. إذ تعمل هذه الفرق جاهدة على اجتثاث مجموعة من مظاهر الجنوح في مهدها من بينها حيازة السلاح الأبيض بدون سند قانوني ، حيث مكنت هذه التدخلات الشرطية الاستباقية من خفض نسبة معدل الجريمة مقارنة بالسنوات الماضية.
- حماية المجال المدرسي ، عبر التواجد المستمر للخلايا المختلطة المكلفة بتأمين محيط مختلف المؤسسات التعليمية .
- ترجمة الإرادة الجماعية وتوفير الشروط الضرورية للحفاظ على أرواح المواطنين عند استعمالهم للطريق العمومية، بحَث فرق السير الطرقي على توطيد وظيفتها وتكريس مهمتها باعتبارها ناظمة و ضابطة وساهرة على احترام قانون السير والجولان، وذلك بالتواجد المستمر (ليلا ونهارا) بالمحاور و المدارات، ضمانا لانسيابية السير و الوقاية من حوادث السير.
- المقاربة الزجرية:
تجاوبا مع ما يقتضيه إرساء الأمن العام بمفهومه الشامل، حرصت المنطقة الأمنية بانزكان في ممارساتها على اتخاذ تدابير عدة ، للمضي في تلبية حاجيات المواطنين خاصة في المجال الذي يستأثر بانشغالهم وهو الجريمة بصفة عامة والعنيفة منها على وجه الخصوص، وذلك عبر التشديد على الشكل الآتي :
-محاربة الجريمة، من خلال وضع إستراتيجية فعالة لمنعها، عبر برنامج عمل يومي متوازن وشامل يتضمن تحديد الأهداف و تقييم النتائج ودراستها، وهو ما ساعد على تحديد النقط الساخنة و ما يدور بها من أفعال إجرامية و الضالعين في الجريمة، وشكل فرصة للأطقم الميدانية العملياتية لتنظيم تدخلاتها واستجماع المعلومات حول المشتبه فيهم والأماكن التي يترددون عليها. - المحافظة على استقرار الوضع الأمني وتحسين مؤشرات محاربة الجريمة.
وبخصوص الشق المتعلق بمحاربة المخدرات و المؤثرات العقلية فقد توجت العمليات الأمنية بحجز كمية كبيرة من الأقراص المهلوسة ،مخدر الشيرا ،مادة الكيف . وتجدر الإشارة إلى الدور المهم الذي لعبته مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في هذا الشأن حيث أسفر التنسيق المشترك عن إحباط مجموعة من المخططات الإجرامية في هذا المجال، ناهيك عن قضايا أخرى تم فك لغزها بفضل معلومات وفرتها ذات المصالح. - الجاهزية:
من أجل ترسيخ مفهوم الجاهزية عبر التفاعل الإيجابي والفوري مع المكالمات الواردة عبر خط النداء 19، تفاعلت المصلحة المختصة مع جميع النداءات بالجدية والحزم اللازمتين.
-تأطير الموظفين:
واصلت المنطقة الأمنية بانزكان تحت إشراف المديرية العامة للأمن الوطني اهتمامها بالعنصر البشري ،عبر تكثيف الورشات التكوينية في مجالات (حقوق الإنسان ، الجريمة السيبيريانية، شغب الملاعب ،الجريمة الاقتصادية و المالية، التكفل بالنساء ضحايا العنف، قضايا الأحداث، قضايا المخدرات…. إلخ) مع حث الموظفين المنتسبين إلى هذه المنطقة الأمنية على الانخراط الجدي وما يتطلبه من نكران للذات في سبيل تنزيل الإستراتيجية التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني الرامية إلى محاربة جميع الأفعال التي من شانها أن تشكل اضطرابا اجتماعيا ، مع الالتزام التام بالقانون و احترام الحقوق و الحريات. - الانفتاح و التواصل و التحسيس بالوسط المدرسي:
إن إدراج الانفتاح والتواصل ضمن استراتيجية العمل المعتمدة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني ومن خلالها المنطقة الأمنية بانزكان ، جاء تكريسا للعديد من المفاهيم الأمنية التي نستعرضها على الشكل التالي : - شرطة القرب أو مفهوم الشرطة المواطنة، وهو مفهوم يقوم على التقارب المجالي مع المواطن لتلبية متطلباته الأمنية، من خلال خلق قنوات للتواصل المباشر معه.
*الإنتاج المشترك للأمن، الذي يجعل المواطن ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام و الهيئات المنتخبة و القطاعات الحكومية شركاء في تحقيق الأمن مفهومه الواسع. - الحكامة الأمنية الجيدة، والتي تربط التدبير الرشيد لقضايا الأمن بمجموعة من الإجراءات الجوهرية من بينها التواصل والانفتاح بين المؤسسة الأمنية ومحيطها الخارجي ، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة المواطنة على عمل الأمن ..الخ.
وإيمانا منها بالأسس و المفاهيم السالفة الذكر، فإن المنطقة الأمنية بانزكان تعقد بشكل مستمر،مجموعة من اللقاءات التواصلية مع فعاليات المجتمع المدني والنسيج الجمعوي وممثلي الأحياء السكنية ،إذ أن المخطط التواصلي الذي تم انتهاجه، المضبوط في محاوره، المحدد في برامجه لعب دورا ملموسا في تفعيل مفهوم الإنتاج المشترك للأمن.
وفي إطار الحملات التوعوية و التحسيسية داخل الأوساط التعليمية ، و نظرا للأهمية التي توليها المديرية العامة للأمن الوطني لهذه الفئة من المتمدرسين، واصلت المنطقة الأمنية بانزكان عملياتها التحسيسية بالوسط المدرسي والتي شملت مجموعة من المواضيع المختلفة و المتنوعة الهدف منها مساعدة الناشئة على التربية المواطنة والسليمة، إذ تتمحور هذه العمليات التحسيسية بين مواضيع (السلامة الطرقية، و آفة الإدمان على المخدرات و الأقراص المهلوسة و العنف بالمدارس و شغب الملاعب، التحرش الجنسي بالأطفال ، الجريمة المعلوماتية ومخاطر الانترنيت الخ).
هل يمكن القول أن مدينة انزكان اليوم مدينة آمنة؟
يمكن القول أن مدينة انزكان مدينة أمنة بكل المقاييس ، على اعتبار أن مجمل الجرائم المسجلة بهذه المدينة مرتبطة بسلوكيات و أخلاقيات ذات صلة بشخص مرتكبيها وغالبا ما تكون بمحض الصدفة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر إذا تحدثنا عن جرائم العنف أو الضرب والجرح المؤدي إلى الموت باعتبارها أخطر الجرائم ،فالمسجل في هذا النوع من الجريمة هذه السنة ضعيف جدا و كلها مرتبطة بخلافات و شجارات بين أطراف تجمعهم إما صداقة أو قرابة أو جوار تطور إلى استعمال سلاح ابيض نتج عنه موت احد الأطراف.
أما إذا تحدثنا عن السرقات التي تم تسجيلها على مستوى المصالح التابعة لهذه المنطقة الأمنية، فتجرد الإشارة إلى أنه فور تسجيل أي حالة تنكب المصالح الأمنية على الفور بكل مكوناتها المتخصصة وفرقها العملياتية التي تعتمد وسائل بحث علمية حديثة ومتطورة ، إذ سرعان ما يتم تشخيص مرتكبيها وإيقافهم في وقت وجيز مما يشكل دعما نفسيا للضحايا وإحساسا بالأمن،فيما يمكن القول أن الجريمة المنظمة منعدمة تماما على مستوى مدينة انزكان.
كغيرها من المدن، فإن مدينة انزكان تضم مجموعة من الأحياء الساخنة إضافة إلى بعض النقط السوداء ، وذلك وفق ما أبانت عنه دراسة وتقييم الظاهرة الإجرامية من قبل فرق متخصصة في هذا الشأن، مما حدا بالمنطقة الأمنية بانزكان أن توليها حيزا مهما من عملياتها الأمنية.
ومن أجل تحقيق تغطية أمنية شاملة بهذه الأحياء إلى جانب الأحياء والنقط الأخرى بالمنطقة في إطار الاستراتيجية الاستباقية التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني ، فإن المنطقة الأمنية بانزكان اعتمدت خطة أمنية ميدانية بطريقة تضمن الانتشار المعقلن و المدروس للعنصر البشري وذلك حسب خصوصيات كل حي أو نقطة على حدة، حيث يتم من خلالها التركيز على إيقاف أكبر عدد من الأشخاص المبحوث عنهم و كذا الأشخاص المتحوزين بالأسلحة البيضاء ومروجي المخدرات و المؤثرات العقلية وكذا مروجي المشروبات الكحولية بدون رخصة و حالات السكر العلني البين و التخدير باعتبار أن هذه الفئة من الأشخاص غالبا ما يكونون وراء ارتكاب جرائم أخطر من التي ضبطوا متلبسين بها، بالإضافة إلى مسهم بسكينة و طمأنينة الساكنة.
من خلال ما سلف يمكن تلخيص الخطة الأمنية المفصلة أعلاه في النقاط التالية :
1- الانتشار الجيد و المعقلن للعناصر الأمنية الميدانية بجميع قطاعات المدينة.
2- الاستباقية في التصدي لكافة الأفعال الإجرامية عن طريق التواجد الدائم و المستمر في الميدان 24/24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع .
3- برمجة عمليات أمنية نوعية بمشاركة جميع المصالح التابعة لهذه المنطقة الأمنية.
4- التواصل مع هيئات المجتمع المدني وممثلي الأحياء السكنية كونها تشكل شريكا مهما في تحقيق مقاربة أمنية فعالة.
وفي الأخير نشير الى أن الوضع الأمني بالمدينة غير مقلق ويبقى جد عادي وتحت السيطرة،بفضل الجهود المبذولة من طرف المصالح الأمنية بانزكان بمختلف تخصصاتها والتي تبقى رهن إشارة المواطن 24/24 و7/7 وكذا بتفعيل مفهوم الإنتاج المشترك للأمن عبر الانفتاح والتواصل مع مختلف الشرائح المجتمعية والتفاعل الفعال مع مختلف احتياجاتها الأمنية تماشيا مع الاستراتيجية التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني.وبالمناسبة لا يفوتنا أن ننوه بالمجهودات الجبارة التي قام بها الرئيس السابق للمنطقة الأمنية بانزكان العميد الإقليمي محمد يازيدي الذي كرس مفهوم الشرطة المواطنة على أرض الواقع بجميع المقاييس مما انعكس إيجابا على جودة الخدمات الأمنية المقدمة للمواطن سواء من حديث استقبال المواطنين أو التجاوب الفعلي والفعال مع متطلباتهم الأمنية تنفيذا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتوطيد أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم وتجويد الخدمات التي تقدمها المرافق العمومية بما فيها المرفق الأمني.