تتهاطل منذ الساعات الأولى من صباح اليوم أمطار الخير على إقليم إنزكان أيت ملول، في أجواء خريفية انتظرها المواطنون طويلاً، لما تحمله من انتعاش بيئي طال غيابه. غير أن هذه التساقطات، التي يفترض أن تُدخل الطمأنينة إلى النفوس، أعادت إلى الواجهة واقع الإهمال الذي تعانيه مدينة أيت ملول، القلب الصناعي والتجاري النابض للجهة.

خلال جولة ميدانية للجريدة وسط عدد من أحياء وشوارع المدينة، لفت انتباهنا وجود بالوعات صرف صحي مغلقة بالنفايات والأتربة، مما ينذر بانسدادها الكامل مع تزايد منسوب مياه الأمطار. كما عاينت الجريدة حفرًا عميقة في عدد من الشوارع الرئيسية، تُشكل خطرًا حقيقيًا على سلامة المارة ومستعملي الطريق، وتكشف عن غياب الصيانة الدورية وضعف التدبير الجماعي لمرافق المدينة.
عدد من المواطنين عبّروا عن استيائهم من الوضع، مؤكدين أن كل موجة مطرية، مهما كانت محدودة، تُعرّي هشاشة البنية التحتية وتفضح غياب رؤية واضحة لدى المسؤولين المحليين. فمدينة أيت ملول، التي تعد قطبًا صناعيا وتجاريا حيويًا يحتضن آلاف الوحدات الإنتاجية والأنشطة الاقتصادية، ما تزال تعاني من مظاهر التهميش وضعف الخدمات الأساسية، رغم مساهمتها الكبيرة في التنمية الجهوية والاقتصاد الوطني.

وفي ظل هذه الصور المقلقة، تتطلع الساكنة إلى تدخل عامل الإقليم المعين حديثًا، ليقف عن قرب على حجم الاختلالات التي تعرفها المدينة، ويعيد الثقة في الإدارة الترابية من خلال قرارات حازمة تضع حدًا لحالة اللامبالاة التي تراكمت عبر سنوات.
أيت ملول اليوم لا تحتاج فقط إلى حلول ترقيعية، بل إلى رؤية تنموية شاملة تعيد الاعتبار لبنيتها التحتية وتواكب ديناميتها الصناعية والتجارية. فالمطلوب هو الانتقال من منطق التدبير اليومي إلى منطق التخطيط المستدام الذي يجعل من المدينة فضاءً لائقًا بالحياة والاستثمار.












