أيت ملول :العيون الساهرة على نظافة المدينة يغامرون بحياتهم.. من سيحميهم!!؟

الرأي24

 

في منظر يتكرر بشكل يومي،يباشر عمال النظافة بايت ملول عملهم في الصباح الباكر، حيث تجوب شاحنات جمع الأزبال مختلف شوارع وأزقة المدينة لتفريغ حاويات القمامة المنزلية وجمع النفايات الملقية على الأرض في ظروف تنعدم فيها أدنى شروط السلامة مواجهين خطر الإصابة بالأمراض بسبب تفشي الجراثيم والفطريات حول حاويات القمامة وداخلها.

“الروائح أهون علينا من الخطر المحدق بنا الآن. ولكن لا بد من نكران الذات والاستمرار في العمل حتى لا تتفاقم الأوضاع الصحية بسبب انتشار النفايات المطروحة أرضا في الأزقة والأحياء”، يقول العامل الشاب ، في بوح لجريدة الرأي24، داعيا المواطنين إلى “الالتزام بمبادئ السلامة والحرص على إقفال الأكياس جيدا قبل رميها في الحاويات. فذلك أمن لنا ولكم”.

يبدأ عامل النظافة عمله في الساعات الأولى من كل يوم جديد، دون اكتراث بأشعة الشمس الحارقة التي تلفح محياه أو البرد القارس الذي يشل جسده أو حتى الغبار الشديد الذي يسد أنفه، بهاجس وحيد هو تنظيف الأزقة والشوارع والفضاءات العامة والأسواق، وجمع النفايات المنزلية، حرصا على نظافة البيئة وسلامة المواطنين، خصوصا في ظل الإجراءات الاحترازية التي يفرضها الوضع الراهن.

حاملا مكنسته بقفازيه وعيناه متعلقتان بالحاوية الواقفة أمامنا، يقول عامل نظافة: “مهنتنا مهنة خطرة. لا أتحدث عن الحوادث اليومية، أو خطر الإصابة بالزجاج أو الأدوات الحادة المتراكمة بالقمامة. فهذا أمر تعودنا عليه. بل أقصد مغبة تفشي الجراثيم والفيروسات، لأننا نتعامل بشكل مباشر مع المخلفات التي قد تكون معدية أو ناتجة عن شخص مصاب”، مستطردا “لذا يجب أن يتذكر كل شخص، قبل رمي مخلفاته، أن من سيجمعها بعده إنسان مثله لديه أسرة وأطفال”.

وتعد فئة عمال النظافة من الفئات التي تبذل مجهودًا كبيرًا في العمل وتقوم بعمل شاق لا يتناسب مع النظرة الاجتماعية غير الجيدة التي يطلقها البعض تجاههم رغم الجهد الجبار الذي يقومون به  في حماية المواطنين من الأمراض،حيت أن غالبية أفراد المجتمع ينظرون لعامل النظافة نظرة متدنية للغاية، حيث يعتبره كثيرون بأنه ليس من البشر، وبالتالي ليس من حقه الحصول على أي حقوق، وأن هناك أيضًا قطاعًا عريضًا من المواطنين يقدرون هذه الفئة ويتعاملون معها باحترام، وطالب عمال النظافة بتحسين أوضاعهم المادية،وبصرف رواتبهم آخر كل شهر مؤكدين “نحن لا نريد رواتب كبيرة بل نريد ما يكفينا فقط، ويمكننا من شراء ما يحتاجه البيت والأولاد، وهذا بالطبع ليس أمرًا صعبًا”.

الأخبار ذات الصلة

1 من 751