لسعات العقارب ولدغات الثعابين ..تحذيرات من ممارسات إسعاف “بدائية” تهدد الحياة

مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تعرفه عدد من مناطق المملكة خلال الفترة الحالية، خصوصاً القروية وشبه القروية، سجلت المستشفيات تزايدً ملحوظا في حالات الإصابة بلدغات العقارب ولسعات الثعابين، وسط مخاوف من استمرار اعتماد ممارسات تقليدية خطيرة في إسعاف المصابين.

وفي هذا السياق، حذرت أطر طبية من انتشار تصرفات شعبية لا تستند إلى أي أساس علمي، وتُشكّل في كثير من الأحيان تهديداً حقيقياً على حياة المصاب، بل وحتى على الأشخاص الذين يسعون لمساعدته.

ومن أبرز هذه الممارسات، محاولات “مص السم بالفم”، التي قد تعرّض المسعف لخطر التسمم أو لنقل عدوى بكتيرية خطيرة. كما يلاحظ استخدام مواد مثل الزيت أو الثوم أو الطين على موضع الإصابة، وهي مكونات لا تقدم أي فائدة طبية، بل قد تؤدي إلى تهييج الجلد وتأخير الإسعاف المناسب.

أما ربط العضو المصاب بشدة لمنع انتشار السم، فهو إجراء وصفه مختصون بأنه من أخطر الأخطاء الشائعة، إذ يمكن أن يؤدي في الحالات القصوى إلى بتر العضو المصاب نتيجة انقطاع التروية الدموية. كما نبهوا إلى أن تناول الحليب، والأعشاب، أو حتى بول الإبل لا يقدم أي فائدة علاجية، بل قد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة.

وفي بعض المناطق، لا يزال المواطنون يلجأون إلى “العشابين” أو “الرقاة” قبل التوجه إلى المستشفى، وهو ما يؤدي إلى تأخير في التدخل الطبي وارتفاع في مخاطر الوفاة، خاصة لدى الأطفال. أما ممارسات مثل “الحجامة” أو “الكي بالنار”، فقد وصفت بأنها بدائية وغير فعالة، تجاوزها الزمن والطب الحديث.

وفي المقابل، شدد الأطر الطبية على أهمية اتباع خطوات بسيطة لكنها حاسمة عند التعرض للدغة عقرب أو لسعة ثعبان. ففي حالة العقرب، ينصح بـالحفاظ على هدوء المصاب، وتثبيت الطرف المصاب في مستوى القلب أو أدنى، وغسل موضع الإصابة بالماء والصابون، مع وضع كمادات باردة للتخفيف من التورم، وتسجيل توقيت الإصابة بدقة.

أما في حالة لدغة ثعبان، فالإجراءات تشمل إبعاد المصاب عن مكان الخطر، تهدئته، تقليل حركته، تثبيت الطرف المصاب، إزالة أي مجوهرات أو ساعات قد تضغط على المنطقة المصابة، وتغطيته بضمادة نظيفة غير ضاغطة.

ويؤكد المهنيون في القطاع الصحي أن النجاة من هذه الحالات لا تتحقق بالأعشاب أو الوصفات الشعبية، بل بالتصرف الصحيح واللجوء الفوري إلى أقرب مؤسسة صحية.

وفي ظل تزايد هذه الحالات خلال فصل الصيف، دعت الأطر الطبية إلى تكثيف حملات التوعية في المناطق المعرّضة، خاصة في العالم القروي، مشددين على أن الوعي هو خط الدفاع الأول في إنقاذ الأرواح، وأن محاربة المعتقدات الخاطئة ضرورة صحية ملحة.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 855

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *