قيادات حزبية مغربية تسقط في فخ التضليل البصري بفعل الذكاء الاصطناعي

في خضم التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وتزايد تداول المحتويات البصرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وجدت بعض القيادات الحزبية المغربية نفسها في قلب جدل واسع بعد نشر صور وفيديوهات مفبركة تم إنتاجها أو تعديلها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.

أحد أبرز الأسماء التي تورطت في نشر محتوى غير موثوق هو عزيز هناوي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع. حيث نشر عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك” صورة ادّعى أنها تظهر آثار قصف إيراني على تل أبيب، مرفقًا إياها بتدوينة ساخرة.

لكن تحليل الصورة عبر منصة ChatGPT التابعة لـ OpenAI، كشف أنها صورة مولَدة أو معدلة رقميا، مشيرة إلى عدة مؤشرات تقنية تؤكد زيفها. من أبرز تلك المؤشرات: ألوان اللهب والدخان غير الطبيعية، التناقضات في الإضاءة والظل، وانعكاسات ضوئية غير منطقية على المباني، فضلاً عن تكرار نمطي في سحب الدخان، وهو ما يُعد سمة شائعة في الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي.

9d8ce19e 69ab 4142 a29b 68e98aa21284

وفي حالة أخرى، وقع علي بوطوالة، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، في فخ نشر فيديو مُفبرك يظهر تدمير طائرات إسرائيلية في مطار تل أبيب. الفيديو، الذي بدا أقل إتقانا من الصورة السابقة، احتوى على دخان مبالغ في تلوينه، غياب موجات صدمة أو تطاير حطام، وتشوهات في تفاصيل الطائرات وسيارات الإسعاف، ما كشف زيفه بسرعة، خاصة من قبل المتخصصين.

5eeb2dc1 7a77 40cd b510 64e5bf3d0f5e

اللافت أن بعض هذه المواد المفبركة، ورغم ضعف جودتها أو المؤشرات التقنية الواضحة على زيفها، وجدت طريقها إلى حسابات شخصيات سياسية ومثقفين، ما يطرح تساؤلات حول ضعف التحقق من المصادر، وانجراف بعض الفاعلين وراء العواطف أو الخطابات السياسية دون تمحيص بصري أو فني.

ويؤكد خبراء في الذكاء الاصطناعي والتحقق الرقمي أن مثل هذه الحوادث باتت تتكرر في سياقات النزاعات أو التوترات الجيوسياسية، حيث يسهل استغلال الانفعال الجماهيري لترويج محتويات زائفة توهم المتلقي بأنها صور حقيقية من ميادين المواجهة.

ورغم أن الهجوم الإيراني الحقيقي قد أسفر عن خسائر بشرية ومادية مؤكدة، وأكدته وسائل إعلام دولية موثوقة، فإن ذلك لا يمنع من ضرورة التحقق الصارم من الصور والفيديوهات المنتشرة، خاصة حينما تكون صادرة عن حسابات رسمية أو رموز سياسية، لما لذلك من أثر بالغ على الرأي العام.

وتعيد هذه الوقائع التأكيد على أهمية تعزيز ثقافة التحقق الرقمي، وتكوين الفاعلين السياسيين والإعلاميين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، تفادياً للوقوع ضحايا للتضليل، أو المساهمة – عن غير قصد – في ترويج أخبار كاذبة قد تلهب الرأي العام أو تؤثر على المواقف السياسية والدبلوماسية.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬348

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *