في خضم تصاعد الجدل حول إشكالية التزود بالماء الصالح للشرب بعدد من دواوير جماعة سيدي عبد الله البوشواري بإقليم اشتوكة آيت باها، أصدرت الجماعة بيانًا توضيحيًا للرأي العام المحلي، أوضحت فيه موقفها من هذه الإشكالية، مؤكدة أن الأمر يتجاوز قدرات التدبير المحلي، ومرتبط بعوامل مناخية وهيكلية أكبر.
وحسب البيان، فإن الجماعة تعاني، كسائر الجماعات القروية بعدد من مناطق المغرب، من تداعيات التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف، ما انعكس سلبًا على وفرة الموارد المائية، خاصة بالمناطق الجبلية التي تعرف هشاشة بنيوية في البنيات التحتية الأساسية، ومنها شبكات التزود بالماء الصالح للشرب.
وأكدت الجماعة أنها تتابع الملف باهتمام بالغ، بتنسيق دائم مع السلطات الإقليمية والمصالح الخارجية المعنية، مشيرة إلى أنها قامت بعدد من التدابير الاستعجالية، إلى جانب العمل على مشاريع مهيكلة تهدف إلى ضمان استدامة التزود بالماء، رغم محدودية الإمكانيات المالية المتاحة.
مشاريع قيد الإنجاز وترافع مؤسساتي
استعرض البيان سلسلة من المشاريع التي تم إطلاقها أو توجد قيد الإنجاز، من بينها مشروع تزويد 21 دوارًا بالماء الصالح للشرب، بشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بكلفة إجمالية بلغت حوالي 5.4 مليون درهم. كما أشارت الجماعة إلى مساهمتها في مشاريع ممولة عبر برامج “أوراش” و”INDH”، بالإضافة إلى تقوية الشبكات المائية الموجودة، وبناء صهاريج وخزانات لتخزين الماء بعدد من المراكز والدواوير.
وأوضحت الجماعة أنها قامت كذلك بحفر ثقوب استطلاعية لتحديد أفضل مصادر الماء، إلى جانب تعبئة أسطول من الشاحنات الصهريجية لتزويد المناطق المتضررة بشكل استثنائي، في إطار تدخلات عاجلة لمواجهة النقص.
رفض للمزايدات والتشهير
وعلى خلفية الانتقادات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنابر المحلية، عبّر المجلس الجماعي عن رفضه لما وصفه بـ”المزايدات السياسوية” ومحاولات التشهير التي تستغل معاناة السكان لأغراض غير بناءة. وقال البيان إن الجماعة منفتحة على ملاحظات وانتظارات المواطنين، مؤكدة في الآن ذاته أن “أولويات التنمية لا تقبل التأجيل أو التلاعب”.
وشدد المجلس الجماعي لسيدي عبد الله البوشواري على التزامه بالشفافية والفعالية في تنزيل المشاريع، مشيرًا إلى أن العمل يتم في احترام تام للضوابط والمعايير التقنية، وتحت مراقبة السلطات الإقليمية والهيئات المختصة.
التواصل المستمر والمطالبة بالدعم المركزي
في ختام البيان، جددت الجماعة تأكيدها على مواصلة التواصل مع الساكنة، واعتبار موضوع الماء من أولويات المرحلة، داعية في الآن ذاته إلى مزيد من الدعم من طرف الجهات المركزية لتجاوز التحديات المناخية والبنيوية التي تعيق الوصول إلى حلول شاملة ومستدامة.
ويأتي هذا التوضيح في سياق وطني تتعالى فيه الأصوات المطالبة بضرورة إعادة هيكلة سياسة تدبير الموارد المائية، وضمان التوزيع العادل والمنصف لهذه المادة الحيوية، خاصة في ظل تغير المناخ وشح التساقطات المطرية.