اهتز شارع عبد الرحيم بوعبيد بمدينة أكادير، مساء أمس الثلاثاء 15 أبريل 2025، على وقع حادث سير مأساوي أودى بحياة شاب في العقد الثاني من عمره. نجم الحادث عن اصطدام مباشر بين دراجته النارية ذات الحجم الكبير وسيارة رباعية الدفع عند تقاطع المحطة الطرقية. وقد أسفر الاصطدام عن وفاة الشاب على الفور، تاركًا دراجته حطامًا متناثرًا في مشهد مؤلم وثقته صور انتشرت بشكل واسع على منصات مواقع التواصل الإجتماعي.
وفور الإبلاغ عن الحادث، سارعت عناصر الأمن والسلطات المحلية إلى مكان الواقعة، حيث باشرت تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وتم نقل جثمان الضحية إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني.
يُضاف هذا الحادث الأليم إلى سلسلة من الحوادث المأساوية التي تتزايد وتيرة وقوعها بين مستخدمي الدراجات النارية، مما يسلط الضوء على ارتفاع مقلق في أعداد الضحايا من هذه الفئة على الطرق الوطنية. هذا الوضع يطرح تساؤلات ملحة حول الأسباب الجذرية وراء هذا النزيف المستمر للأرواح.
وفي هذا السياق، يرى خبير دولي في مجال السلامة الطرقية، أن هذه الحوادث تعود إلى جملة من العوامل المتداخلة، أبرزها النقص في البنية التحتية الملائمة لراكبي الدراجات النارية. حيث يضطر هؤلاء إلى التنقل على نفس الطرق المخصصة للسيارات، دون توفير مسارات آمنة تحميهم من مخاطر الحوادث، حتى في المدن الكبرى التي تشهد ارتفاعًا في استخدام الدراجات النارية.
وأوضح الخبير أن غالبية مستخدمي الدراجات النارية هم من الشباب، خاصة أولئك الذين يقودون دراجات بمحركات صغيرة تتجاوز سرعتها 30 كيلومترًا في الساعة، وغالبًا ما يفتقرون إلى التدريب الكافي على قواعد المرور أو الوعي اللازم بمخاطر الطريق.
وأشار إلى أن معظم الحوادث تقع عند التقاطعات، حيث يتجاهل العديد من سائقي الدراجات إشارات المرور وقواعد الأسبقية، بالإضافة إلى عدم ارتداء الخوذة الواقية التي يمكن أن تنقذ حياة الكثيرين، علمًا أن الإصابات تكون في الغالب قاتلة نتيجة اصطدام الرأس.
من جهتها، تؤكد وزارة النقل واللوجستيك،أن ما لا يقل عن 75% من الوفيات بين مستخدمي الدراجات النارية تعزى إلى عدم ارتداء الخوذة. وأشار إلى أن الوزارة، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، أطلقت برنامج “الدراجة الآمنة” بهدف تحسين ظروف تنقل هذه الفئة.
يتضمن البرنامج مجموعة من الإجراءات، تشمل تطوير البنية التحتية المخصصة للدراجات، وتكثيف حملات التوعية والتحسيس، بالإضافة إلى دعم اقتناء خوذات تستوفي معايير السلامة، وتعزيز المراقبة الميدانية على الطرق، سواء عبر وحدات متحركة أو مراقبة السرعة، والتأكد من مطابقة الدراجات المستوردة للمعايير التقنية.
وفي انتظار أن تحقق هذه المبادرات أهدافها، تبقى الطرق المغربية مسرحًا لحوادث مؤلمة، يكون أغلب ضحاياها من الشباب، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً وشاملاً لحماية الأرواح والحد من هذه الظاهرة التي تحصد سنويًا أرواح المئات من المواطنين.