تمكنت مصالح الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بالدار البيضاء، بناء على تحريات دقيقة للفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، من إيقاف دركي شاب بمنطقة بوسكورة ضواحي الدار البيضاء، متلبسا بحيازة كمية من الكوكايين ناهزت 50 غراما و60 ألف درهم.
وأفادت مصادر «الأخبار» بأن كومندو من الدرك الملكي حاصر الدركي بالقرب من إحدى الإقامات الفاخرة بمنطقة بوسكورة رفقة زوج شقيقته، حيث حجز رجال الدرك بحوزتهما أموالا ومخدر الكوكايين، ليتم وضعهما رهن الحراسة النظرية وإخضاعهما للبحث التمهيدي من طرف الفرقة الوطنية للدرك تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل عرضهما، نهاية الأسبوع الماضي، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء وإيداعهما سجن عكاشة من طرف قاضي التحقيق بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية وحيازة المخدرات الصلبة والاتجار فيها وانتحال صفة ينظمها القانون.
وأفادت مصادر مقربة من الملف بأن الدركي الشاب، الذي قدم استقالته من وظيفته بجهاز الدرك قبل أسبوع فقط من تاريخ اعتقاله، رفقة صهره ببوسكورة، حامت حوله كثير من الشكوك في الآونة الأخيرة، بعدما بدا عليه ثراء مثير، خاصة بعد إلحاقه بالمصالح المركزية للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، قادما إليها من المركز الترابي النخاخصة بالطريق السيار التابع لسرية القنيطرة، بسبب تقارير تفتيش سوداء سجلت في حقه تتعلق بربطه علاقات مشبوهة مع تجار مخدرات بمنطقة الغرب، وهي التقارير التي عجلت بتنقيله إلى الرباط.
الشبهات التي لاحقت الدركي منذ إلحاقه بالرباط جعلته تحت مجهر الأبحاث والتحريات التي أنجزتها عناصر الفرقة الوطنية بكثير من السرية والحرفية، وهي الفترة التي تخللها قرار تقديمه للاستقالة والابتعاد بشكل نهائي عن الجهاز نهاية غشت الماضي، اعتقادا منه أن هذه الخطوة ستمنحه هامشا أكبر لممارسة أنشطته المحظورة المفضلة، قبل أن يجد نفسه في قبضة عناصر الدرك متلبسا هو وزوج شقيقته بحيازة الكوكايين ومبالغ مالية قدرت بحوالي 6 ملايين سنتيم، يرجح أنها محصلة من ترويج المخدرات.
وأكدت مصادر الجريدة أن المتهم انتحل صفة دركي عند مداهمته من طرف رجال الدرك، حيث قدم نفسه دركيا بمركز النخاخصة الذي كان يشتغل به قبل تنقيله للقيادة العليا بالرباط، وتقديم استقالته، وأدلى ببطاقة مهنية تبين أنها مزورة، ويرجح أنه استعملها في جولاته بين مواقع متفرقة بتراب المملكة من أجل نقل وترويج مخدر الكوكايين، حسب مصادر الجريدة دائما، كما أكدت هذه الأخيرة أن استعماله لهذه البطاقة المزورة أسقطه في تهمة خطيرة تنضاف لتهمة الاتجار في المخدرات الصلبة، وهي التزوير وانتحال صفة ينظمها القانون.
ويرتقب أن يخضع الدركي السابق، الذي تم إيداعه رفقة صهره سجن عكاشة، لتحقيقات تفصيلية من طرف قاضي التحقيق، قد تكشف عن امتدادات وتطورات تتعلق بعلاقته مع تجار المخدرات ومصادر حصوله على الكوكايين، وذلك اعتمادا على نتائج التفتيش الذي ستخضع له هواتفه النقالة بعد حجزها من طرف المحققين وإحالتها على المختبر التقني المختص بالقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط.