لاحظ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأساسا فيسبوك، نشاطا مكثفا للذباب الالكتروني الجزائري وبالضبط مساء الأحد الماضي، حيث كان مقررا تنظيم مجموعة من الوقفات الاحتجاجية ضد جواز التلقيح، التي دعت إليها مجموعات ظهرت على صفحات الفيسبوك، غير أنه ما لم يكن في حسبان الواقفين وراء هذه الدعوات، هو أن الذباب الالكتروني الجزائري، الممول من قبل أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام العسكري، ستقوم باختراق واسع النطاق لهذه الصفحات قصد تزييف الحقيقة.
وكانت الدعوة التي وجهتها تلك المجموعات هي الاحتجاج ضد جواز التلقيح، وهي نقطة وحيدة في هذا الشكل المختلف حول صوابيته، لكن القراصنة التابعين للمخابرات العسكرية الجزائرية، اقتنصوا الفرصة ليروجوا لمغالطات غير موجودة في الواقع، بدءا من نشر صور تعود إلى مظاهرات في وقت سابق وذات خلفيات أخرى ومنها مظاهرات تضامنية حيث يخرج المغاربة بالآلاف.
وبعد تزييف الصور شرع الذباب الالكتروني في اختلاق الشعارات والأهداف مروجا لمطالب لم تكن حاضرة بتاتا في تلك الأشكال التي عرفها المغرب مساء الأحد، والتي اختلف منسوب الحضور فيها بين مدينة وأخرى.
لكن المؤكد هو أن هذا الاختراق أوضح بجلاء نفسية “قادة” النظام الجزائري ومن يتبعهم ومن يتم توظيفهم من قبله، فهي نفسية حاقدة على المغرب، وكل ما نشرته هو ما تتمناه أن يقع ولن يقع بفضل الله وبفضل وحدة الشعب المغربي حول قضاياه الكبرى، والخلافات حول قضية تدبيرية هو من أسس الديمقراطية، التي لا يفهمها النظام العسكري القائم على الحديد والنار والسجون.