على بُعد أقل من أسبوعين من انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم، الحدث القاري الذي تراهن عليه جهة سوس ماسة لتحقيق طفرة سياحية واقتصادية، يطرح عدد من تجار أسواق مدينة إنزكان تساؤلات مشروعة ومُلحّة حول نصيب مدينتهم من هذا الزخم الاقتصادي المنتظر. يأتي هذا القلق في ظل التدفق المرتقب لآلاف الزوار من داخل المغرب ومن الدول الإفريقية الشقيقة على مدينة أكادير المجاورة.
غياب “القلب التجاري للجهة” عن الأجندة الرسمية
يعبّر مهنيون وتجار داخل أسواق إنزكان عن استغرابهم الشديد لكون اسم المدينة، المعروفة تاريخياً بدورها كـ “مركز تجاري حيوي” ورئة اقتصادية للجهة، لا يرد تقريباً في أي من المخططات الترويجية أو اللقاءات الرسمية المرتبطة بالحدث القاري. هذا الإقصاء الملحوظ يطرح أكثر من علامة استفهام حول موقع إنزكان ضمن الرؤية السياحية والتجارية المصاحبة لتنظيم كأس إفريقيا.
وحسب تصريحات متطابقة لعدد من التجار، فإن الحركة التجارية داخل الأسواق تبدو إلى حدود الساعة عادية جداً، بل ويصفها البعض بـ “الراكدة”، في وقت كان من المفروض أن تعرف فيه المدينة دينامية مبكرة واستعدادات خاصة لاستقبال الزوار والسياح، بما ينعكس إيجاباً على النشاط الاقتصادي المحلي.
ويؤكد هؤلاء أن إنزكان، بما تتوفر عليه من أسواق كبرى وبنية تجارية قادرة على استيعاب الإقبال، كان بإمكانها أن تكون الامتداد التجاري الطبيعي والمكمل لمدينة أكادير خلال فترة التظاهرة، شريطة إدماجها الفعلي في خطط الترويج والتسويق الترابي.
سؤال مفتوح: من المسؤول عن الإقصاء؟
في ظل هذا الوضع، يوجه التجار سؤالًا مباشرًا إلى المسؤولين:
من المسؤول عن غياب إنزكان عن الخريطة الترويجية لكأس إفريقيا؟ وهل تم فعلاً التفكير في إشراك المدينة ضمن الدينامية الاقتصادية التي يفترض أن ترافق هذا الحدث القاري؟
ويجمع عدد من الفاعلين المحليين على أن الجواب يبقى في ذمة المجلس الجهوي للسياحة والمجلس الإقليمي للسياحة، باعتبارهما الجهتين المخول لهما التخطيط والترويج وخلق جسور الربط بين أكادير وباقي مدن الجهة، خاصة تلك ذات العمق التجاري والاقتصادي الهام كإنزكان.
ويبقى الأمل معلقاً، وفق تعبير المهنيين، على تدارك الوضع في ما تبقى من الوقت، عبر مبادرات ترويجية عاجلة، وإدماج المدينة ضمن المسارات السياحية والتجارية المرتبطة بـ “الكان”، حتى لا تتحول هذه التظاهرة، مرة أخرى، إلى مناسبة تمر دون أثر ملموس ومرجو على اقتصاد إنزكان المحلي.
A.Bout














