في خرجة إعلامية مثيرة، اعتبرت نادية بوهدود بودلال، رئيسة جماعة أولاد تايمة وعضوة حزب التجمع الوطني للأحرار، أن المدينة تعاني من مظاهر ما سمّته بـ”مغرب السرعتين” الذي تحدث عنه جلالة الملك محمد السادس، مشيرة إلى أن تعثر تنزيل عدد من الاتفاقيات والبرامج الحكومية ساهم في تأخر التنمية بالمنطقة.
وخلال مداخلتها في أحد البرامج المباشرة، أكدت بوهدود أن الشباب الذين خرجوا في الاحتجاجات الأخيرة إنما عبّروا عن خيبة أملهم من بطء تنفيذ المشاريع الحكومية، خاصة تلك التي كانت موضوع اتفاقيات بين الجماعة وعدد من القطاعات الوزارية.
وقالت بوهدود، المنحدرة من عائلة معروفة بمدينة تارودانت وجهة سوس ماسة، والتي شغل شقيقها منصب وزير سابق، إن الجماعة تواجه عراقيل بيروقراطية كبيرة، مؤكدة أنها انتظرت لأكثر من ثلاث سنوات من أجل توقيع اتفاقية مع أحد القطاعات الحكومية، دون نتيجة تُذكر.
وأضافت أن هذه العراقيل تُعطل وتيرة التنمية المحلية، وتُضعف ثقة المواطنين في المؤسسات، داعية إلى تسريع وتيرة التنسيق بين الجماعات الترابية والقطاعات الوزارية لتجاوز منطق الانتظار الذي “يقتل المبادرات المحلية”.
وفي معرض حديثها، وجهت بوهدود انتقادات غير مباشرة لقطاعات وزارية يقودها حزب الاستقلال، وعلى رأسها قطاع الماء والصناعة، معتبرة أن تأخرها في تنفيذ المشاريع المبرمجة ينعكس سلبًا على الحياة اليومية للمواطنين بأولاد تايمة.
رد من زينب قيوح: “أين وصل مشروع المحطة الطرقية؟”
مباشرة بعد تصريحات بوهدود، تفاعلت زينب قيوح، شقيقة وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، مع كلامها في بث مباشر للبرنامج ذاته، حيث وجهت سؤالًا مباشرًا إلى رئيسة الجماعة حول مصير مشروع المحطة الطرقية لأولاد تايمة، الذي لم يرَ النور بعد رغم الوعود السابقة.
وقالت قيوح في تعليقها إن وزارة النقل واللوجستيك التي يقودها شقيقها مستعدة تمامًا لتقديم الدعم اللازم من أجل تنفيذ المشروع، مؤكدة أن الكرة الآن في ملعب الجماعة الترابية، التي يُفترض أن تُسرّع الإجراءات الإدارية والتقنية المطلوبة.
خلاف سياسي بطابع تنموي
ويكشف هذا السجال بين بوهدود بودلال وزينب قيوح عن احتدام النقاش السياسي داخل جهة سوس ماسة بين قيادات حزبية بارزة تنتمي إلى الأحرار والاستقلال، وهو ما يعكس التنافس القائم بين الحزبين في تدبير ملفات التنمية الترابية والمشاريع المحلية.
ويرى متتبعون أن ما جرى يُعدّ تجسيدًا عمليًا لـ”مغرب السرعتين”، ليس فقط على مستوى البرامج الحكومية، بل أيضًا في طريقة تفاعل المسؤولين المحليين مع إكراهات التنسيق بين الجماعات الترابية والقطاعات الوزارية.
يبقى تصريح بوهدود بودلال إشارة قوية إلى التحديات التي تواجه الجماعات المحلية في تنفيذ المشاريع التنموية، في ظل تعدد المتدخلين وطول المساطر الإدارية، فيما يكشف رد زينب قيوح عن رغبة حكومية في طي صفحة الاتهامات عبر التواصل والتعاون من أجل دفع عجلة التنمية بأولاد تايمة إلى الأمام.