المجتمع المدني يقود معركة التوعية ضد البلاستيك بآيت ملول

في إطار جهود المجتمع المدني المتواصلة لتعزيز الوعي البيئي والحفاظ على استدامة كوكبنا، شهدت مدينة آيت ملول، وتحديداً في حي أسايس (ساحة مولاي عمر) ومدخل حي العرب، انطلاق حملة تحسيسية نوعية ومكثفة حول أخطار أكياس البلاستيك وأهمية تبني ممارسات صديقة للبيئة. وقد نظمت هذه الحملة المشتركة أربع قامات جمعوية بارزة، هي: جمعية الأنوار للثقافة والرياضة، جمعية الخير للتوحد، جمعية تواصل الخير، وجمعية أسايس.

“الحملة استهدفت زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع حول الأضرار البيئية والاقتصادية والصحية الناتجة عن الاستخدام المفرط للبلاستيك.”

انطلقت فعاليات الحملة في تمام الساعة السابعة مساءً (19:00) على مدى يومي نهاية الأسبوع، لتضع أفراد المجتمع في صلب النقاش البيئي الملّح. وتأتي هذه المبادرة في ظل الاهتمام المتزايد بقضايا البيئة والاستدامة، بهدف واضح ومحدد: تحسيس المجتمع المحلي بأضرار أكياس البلاستيك على البيئة، وحثّ المواطنين على استخدام البدائل الصديقة للبيئة، كالتي تتحلل أو المصنوعة من القماش، والتشجيع على ممارسات بيئية مستدامة في الحياة اليومية، مع التوعية حول أهمية إعادة التدوير وتقليل النفايات البلاستيكية.

أنشطة متنوعة لترسيخ رسالة التغيير
شهدت الحملة برنامجًا غنيًا ومتنوعًا يهدف إلى الوصول إلى مختلف الشرائح المجتمعية:

محاضرات وندوات توعوية: تم تنظيمها في الأماكن العامة كساحة أسايس وقرب المحلات التجارية، حيث استعرض ممثلو الجمعيات الأضرار الجسيمة المترتبة على الاستخدام المفرط للبلاستيك. كما تم عرض فيديوهات تثقيفية مؤثرة تبرز الآثار السلبية للبلاستيك على البيئة والحياة البرية والبحرية.

ورش عمل للأطفال والشباب: كانت هذه الورش بمثابة استثمار في الأجيال القادمة، حيث تعلم الأطفال والشباب كيفية استبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى قابلة لإعادة الاستخدام، وتم تطبيق ذلك عمليًا من خلال صنع أكياس يدوية من الأقمشة، لترسخ ثقافة الاستدامة منذ الصغر.

توزيع منشورات إرشادية: تم تزويد الجمهور بكتيبات ومنشورات غنية بالمعلومات حول الأضرار البيئية وكيفية تجنب استخدام البلاستيك، بالإضافة إلى إرشادات حول أماكن شراء البدائل المستدامة.

نتائج إيجابية وتفاعل مجتمعي لافت
أكد المشرفون على الحملة تحقيقها نجاحًا كبيرًا في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع حول مخاطر البلاستيك. كان التفاعل الإيجابي من المواطنين لافتًا، حيث أبدوا اهتمامًا كبيرًا بتقليل استخدام أكياس البلاستيك، وهو ما يعد مؤشرًا قويًا على استعداد المجتمع لتبني التغيير.

وفي هذا السياق، أشارت بعض الدراسات الميدانية الأولية التي أُجريت بعد انتهاء الحملة إلى انخفاض ملموس في استخدام أكياس البلاستيك في الأسواق والمتاجر المحلية التي شملتها المنطقة، ما يعكس الأثر المباشر والفعال للتوعية. هذا التفاعل يبرهن على أن التوعية الفعالة هي مفتاح تشجيع السلوكيات البيئية المستدامة.

نحو مستقبل أكثر خضرة: توصيات للمضي قدمًا
اختتمت الحملة بمجموعة من التوصيات التي تهدف إلى ترسيخ المكتسبات وضمان استمراريتها:

استمرار الحملات التوعوية: التأكيد على ضرورة الاستمرار في تنظيم حملات توعوية دورية وموسعة حول أهمية الحفاظ على البيئة، لضمان رسوخ الممارسات الجديدة.

تعزيز التعاون مع السلطات المحلية: ضرورة مد جسور التعاون مع الجهات الحكومية والمجالس البلدية لدعم هذه الجهود من خلال تطبيق قوانين وتدابير قانونية صارمة وفعالة للحد من استخدام البلاستيك على المستوى المؤسساتي.

تُعد الحملة التحسيسية التي قادتها هذه المجموعات الجمعوية خطوة هامة وضرورية نحو تعزيز الوعي البيئي وحماية كوكب الأرض. فمن خلال هذا العمل المشترك والمثمر بين جمعيات المجتمع المدني والمواطنين، يمكن تحقيق نتائج إيجابية وملموسة في تقليل استخدام البلاستيك وحماية البيئة لتكون إرثًا مستدامًا للأجيال القادمة.

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 799

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *