“من أجل عدالة مجالية وتنمية حقيقية”: حزب الاستقلال بأيت ملول ينسحب من الأغلبية ويعلن الاصطفاف مع الساكنة

شهدت مدينة أيت ملول يوم السبت الماضي، 27 شتنبر 2025، منعطفًا سياسيًا مهمًا، حيث عقد فرع حزب الاستقلال المحلي جمعه العام بحي مبارك أعمر، تحت شعار: “من أجل عدالة مجالية وتنمية حقيقية لأيت ملول”. هذا المؤتمر لم يكن مجرد محطة تنظيمية عادية، بل تحول إلى منصة لإعلان قرار سياسي صارم هز التحالف المسير للمجلس الجماعي للمدينة.

قيادة مركزية ونقاشات مفتوحة
نيابة عن عضو اللجنة التنفيذية ووزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، الذي كان خارج أرض الوطن في مهمة وزارية، ترأس أشغال المؤتمر البرلماني جمال الديواني مبعوث اللجنة التنفيذية، إلى جانب ميلود باصور المفتش الإقليمي للحزب، والنائب البرلماني خالد الشناق. وقد تميزت الجلسات بنقاشات مفتوحة ومسؤولة عكست تفاعل المؤتمرين العميق مع قضايا التنمية والعدالة المجالية التي تؤرق ساكنة المدينة والإقليم.

الجمع العام، الذي مرّ في أجواء تنظيمية جيدة، شكّل فرصة لتجديد العهد مع المبادئ التاريخية للحزب في النضال وخدمة قضايا المواطنين، كما كان محطة لتقييم وتحليل دقيق للأوضاع المحلية والجهوية والوطنية.

“التهميش والارتجال” يدفعان الحزب لفك الارتباط
توجت أشغال المؤتمر ببيان ناري أكد فيه حزب الاستقلال بأيت ملول على مواقف واضحة وصارمة موجهة للرأي العام المحلي والوطني. أهم هذه النقاط التي حملت مفاجأة مدوية كانت الإعلان عن فكّ الارتباط مع التحالف المسير للمجلس الجماعي.

برر الحزب موقفه هذا بأن سياسة المجلس الجماعي الحالية قائمة على “التهميش والارتجال”، معلناً بذلك اصطفافه التام مع ساكنة أيت ملول والدفاع عن حقوقها. وجاء هذا القرار بعد تنديد صريح بما وصفه البيان “غياب رؤية واضحة للمجلس الجماعي في الوفاء بالتزاماته تجاه المواطنين” فيما يخص البنيات التحتية والخدمات الأساسية.

دعوة للمنتخبين الاستقلاليين ومعركة الدفاع عن حقوق الساكنة
لم يكتفِ البيان بالإعلان عن الانسحاب، بل تضمن دعوة مباشرة للمنتخبين الاستقلاليين إلى التجاوب الفوري مع المطالب الاستعجالية للمواطنين، وتحمل مسؤولياتهم كاملة في الدفاع عن مصالح الساكنة، محذراً في الوقت نفسه من “سياسة التسويف وتأجيل الاستحقاقات المحلية”.

كما أكد الحزب على استعداده الكامل لخوض معركة الدفاع عن قضايا الساكنة، متعهداً بالبقاء وفياً لمرجعيته التاريخية التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الحقيقية. وختم البيان بدعوة كافة الغيورين على مدينة أيت ملول للانخراط المسؤول في هذه المعركة، تحت شعار “الوفاء والثقة والتجديد”.

بهذا الموقف الجريء، يكون حزب الاستقلال بأيت ملول قد رسم مسافة واضحة مع الأغلبية الحاكمة، مُعلناً تموقعه الجديد كـ صوت معارض قوي يضع مصلحة الساكنة فوق أي اعتبار سياسي ضيق أو ترتيب تحالفي. فهل سيشعل هذا الانسحاب فتيل أزمة داخلية في المجلس الجماعي، ويغير المشهد السياسي للمدينة؟

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 826