أزمة النفايات ببنسركاو: بين استياء التجار وتدخلات المسؤولين وترقب الحلول المستدامة

تعيش منطقة السويقة ببنسركاو على وقع أزمة بيئية متفاقمة، حيث عبّرت جمعية تجار ومهنيي السويقة عن استيائها العميق إزاء استمرار تراكم النفايات خلف السوق، وما يشكله ذلك من تهديد مباشر لصحة وسلامة التجار والساكنة على حد سواء. هذا الوضع المتردي، الذي طال أمده، دفع بالجمعية إلى دق ناقوس الخطر والبحث عن حلول جذرية تنهي هذه المعاناة اليومية.

ففي خطوة تعكس يأس التجار من تجاهل مطالبهم، أكدت الجمعية أنها راسلت مرارًا وتكرارًا المسؤولين بجماعة اكادير، وعلى رأسهم نائب الرئيس المكلف بقطاع النظافة، إلا أن هذه المراسلات لم تلق آذانًا صاغية ولم تسفر عن أي تحرك ملموس على أرض الواقع. هذا التجاهل الصريح دفع بالجمعية إلى تصعيد لهجتها واعتباره “إهمالًا واضحًا” لحقوقهم الأساسية في بيئة سليمة.

وأمام هذا الانسداد، لم تجد جمعية التجار بُدًا من التوجه إلى السلطات المحلية، حيث عقد أعضاؤها اجتماعًا مع قائد الملحقة الإدارية السابعة. وقد استقبل القائد مطالب التجار باهتمام بالغ وأبدى تفهمه العميق لحجم المعاناة التي يتكبدونها. ونتيجة لهذا اللقاء الإيجابي، وعد السيد القائد باتخاذ تدابير عاجلة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، بهدف إيجاد حل مستدام ينهي هذه المشكلة البيئية التي طال أمدها وأثرت سلبًا على الحركة التجارية وصحة المواطنين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المحاولة الأولى لإيجاد حل لأزمة النفايات في بنسركاو، حيث سبق لبعض المستشارين الجماعيين أن حاولوا معالجة الوضع في مناسبات سابقة، إلا أن جهودهم لم تُكلل بالنجاح، وظلت أكوام النفايات تشوه محيط السوق وتزيد من تذمر واستياء المتضررين.

وفي سياق التفاعلات الأخيرة، سجلت جمعية تجار ومهنيي السويقة بإيجابية تفاعل قائد الملحقة واستجابته السريعة لمطالبهم، معتبرة ذلك خطوة مشجعة نحو إيجاد حل حقيقي للأزمة. ومع ذلك، أكدت الجمعية على أنها ستظل تتابع عن كثب تنفيذ الوعود على أرض الواقع، مشددة على أن الحق في بيئة نظيفة هو حق أساسي لا يمكن التنازل عنه أو تأجيل تحقيقه. كما طالبت بتضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من جماعة محلية ومصالح النظافة وساكنة، لتجاوز هذه الأزمة وضمان حياة كريمة تحفظ كرامة التجار والسكان.

وفي تطور لافت، دخلت سناء الحيان، عضوة المجلس الجماعي لأكادير، على خط الأزمة، معلنة عن تدخلها في محاولة لإيجاد حل عاجل لمشكلة النفايات في بنسركاو. وجاء هذا التدخل استجابة مباشرة لنداءات جمعية التجار، حيث أكدت السيدة الحيان أنها ستقوم بإيصال مطالبهم بشكل فوري إلى النائب المكلف بقطاع النظافة في محاولة لتعجيل عملية التنظيف.

إلا أن عضوة المجلس الجماعي لم تغفل الإشارة إلى الطبيعة المتكررة لهذه المشكلة، مؤكدة أن عمليات التنظيف قد تكون حلولًا مؤقتة ما لم يتم معالجة الأسباب الجذرية لاستمرار تراكم النفايات، والتي من بينها استمرار رمي النفايات بشكل غير مسؤول وعدم انخراط جميع الأطراف في جهود الحفاظ على النظافة العامة.

ورغم هذا الوعد الجديد من طرف عضوة مجلس أكادير، لا يزال تجار بنسركاو يعيشون حالة من الترقب الحذر، منتظرين تحول هذه الوعود إلى إجراءات عملية ملموسة تنهي معاناتهم المستمرة مع مشكلة النفايات وتداعياتها الصحية والبيئية التي تؤثر سلبًا على نشاطهم التجاري وحياة السكان.

يبقى الأمل معلقًا على تفهم المسؤولين لأبعاد هذه الأزمة وضرورة اتخاذ خطوات عملية ومستدامة تضمن نظافة محيط السويقة وتحافظ على الصحة العامة، بما يليق بتطلعات الساكنة ويحفظ كرامة التجار. فالكرة الآن في ملعب المسؤولين لتجسيد الوعود على أرض الواقع وإعادة الرونق والنظافة إلى منطقة حيوية كالسويقة ببنسركاو.

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬312

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *