بين قبضة الأمن وغياب الأمل.. شباب تراست في مواجهة المجهول

تشهد منطقة تراست، التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول، حملات أمنية يومية تقودها السلطات المحلية والأمنية لاستهداف البؤر السوداء التي تحولت إلى ملاذ لمروجي المخدرات وممارسي السرقات وأشكال الانحراف المختلفة.

وتنخرط في هذه الحملات عناصر الأمن الوطني إلى جانب السلطات المحلية وبدعم من عناصر القوات المساعدة. وتشير المعطيات الميدانية إلى تسجيل توقيفات بشكل شبه يومي في صفوف المشتبه فيهم والمتورطين في أفعال إجرامية.

ورغم أهمية هذه التدخلات التي ساهمت في استتباب الأمن نسبياً، إلا أن المتابعين للشأن المحلي يؤكدون أن المقاربة الأمنية وحدها لم تعد كافية لوقف النزيف، في ظل عوامل اجتماعية معقدة تغذي الجريمة والانحراف، على رأسها تفشي البطالة، وغياب التأطير الأسري، وهشاشة الواقع الاقتصادي للشباب.

وفي غياب بدائل حقيقية وفرص للاندماج، يجد العديد من الشباب العاطلين أنفسهم عرضة للاستقطاب من طرف شبكات ترويج المخدرات، حيث يُستغلّون في توزيع الكميات الصغيرة مقابل “قطعة شيرا”، لتبدأ رحلتهم في عالم الإدمان والاتجار، وهو مسار غالبًا ما ينتهي إما خلف القضبان أو في دوامة يصعب الخروج منها.

ويرى فاعلون جمعويون أن المقاربة الشمولية وحدها الكفيلة بمعالجة الظاهرة، وذلك عبر إدماج برامج اجتماعية وتنموية تستهدف الشباب، ودعم الأسر الهشة، إلى جانب تمكين المنطقة من مشاريع اقتصادية تخلق فرص شغل تحفظ كرامة الإنسان وتقيه من السقوط في مستنقع الجريمة.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬293

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *