إقصاء الإعلام المحلي من تغطية معرض “أليوتيس” بأكادير.. تعتيم يثير التساؤلات

أثار إقصاء وسائل الإعلام المحلية والجهوية بمدينة أكادير من تغطية فعاليات المعرض الدولي “أليوتيس” موجة من الاستياء والتساؤلات حول مدى التزام الجهات المنظمة بمبادئ الشفافية والمشاركة الإعلامية. هذا التعتيم الإعلامي الذي رافق الحدث يطرح علامات استفهام عديدة حول الدوافع الحقيقية وراء استبعاد الصحافة المحلية من مواكبة هذا المعرض الهام.

تهميش الإعلام المحلي.. إضعاف للمشهد الصحفي الجهوي

لم يقتصر الإقصاء على المؤسسات الإعلامية فحسب، بل امتد أيضًا إلى عدد من المقاولات المحلية والجهوية، مما أثر سلبًا على دور الإعلام كوسيط أساسي بين الفاعلين الاقتصاديين والمجتمع. إن تغييب الصحافة المحلية من مثل هذه التظاهرات يُعد انتكاسة لمسار حرية الإعلام، كما أنه يعوق جهود الدفاع عن مصالح الجهة في المحافل الاقتصادية الكبرى.

الإعلام المحلي.. ركيزة أساسية في التنمية الجهوية

يُعتبر تمكين الصحافة المحلية من مواكبة البرامج التنموية شرطًا أساسيًا لتعزيز الشفافية، وتكريس حق المواطن في الاطلاع على المشاريع التي تهم منطقته. فالإعلام ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو شريك في التنمية، يلعب دورًا محوريًا في إبراز الفرص والتحديات التي تواجه الأقاليم والجهات. وبالتالي، فإن تهميشه يعكس غياب رؤية واضحة حول أهمية دوره في مسار الجهوية المتقدمة.

الإقصاء.. عائق أمام الجهوية المتقدمة

إن تعزيز الاستثمار المنتج وتحقيق التنمية الجهوية لا يمكن أن يتم بمعزل عن إعلام محلي قوي ومستقل. فنجاح أي مشروع جهوي رهين بإشراك جميع الفاعلين، وعلى رأسهم الصحافة المحلية التي تُعد صوت المواطنين والجهات. وعليه، فإن إقصاء الإعلام المحلي من مواكبة هذه التظاهرات لا يضر فقط بالمشهد الصحفي الجهوي، بل يقوض أسس الجهوية المتقدمة برمتها، ويضعف فرص تحقيق تنمية حقيقية وشاملة على المستوى المحلي.

المطلوب.. رؤية منفتحة وشراكة حقيقية مع الإعلام

لتجاوز مثل هذه الممارسات، لا بد من تبني رؤية منفتحة تتيح لجميع وسائل الإعلام فرصًا متكافئة للمواكبة والتغطية. كما ينبغي العمل على دعم كل السبل الكفيلة بتعزيز الاستثمار الجهوي، وترسيخ دور الإعلام كشريك فاعل في التنمية، مع استعراض أفضل الممارسات التي أثبتت نجاعتها في هذا المجال. فقط من خلال تعزيز الشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين والإعلاميين يمكن تحقيق تنمية متوازنة تخدم مصلحة الجهة وساكنتها.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬247

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *