مدينة أكادير تتذكر زلزالا هزها قبل 62 عاما

قبل 62 سنة، ضرب زلزال مدمر مدينة أكادير ، وفي ليلة 29 فبراير 1960 التي زلزلت فيها المدينة، كانت دار عرض السلام تقدم لجمهورها -الذي ناهز أربعمائة شخص- فيلما يحمل عنوان “غودزيلا” (Godzilla).

ويحكي فيلم “غودزيلا” قصة حيوان أسطوري ذي قدرات خارقة، يشرع في هدم البلدة التي تمركزت فيها أحداث الفيلم.

وشاءت الأقدار أن ما شاهده المتفرجون خيالا سينمائيا صار حقيقة بمجرد خروجهم من قاعة السينما، فظنوا أن “غودزيلا” هو من أتى على بلدتهم، فاختلط الفيلم بواقع الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص بحسب شهادة بعض الناجين من ساكني المدينة.

وعن تلك الليلة الزلزالية، يقول عمر بوبريك “غادرنا قاعة سينما السلام بعد نهاية فيلم غودزيلا، فوجدنا خارجها قد دُكَّ تماماً، حتى خيل إلينا أننا أمام لقطات سينمائية متممة للفيلم المقدم في مشاهد تراجيدية صادمة وسط صرخات الجرحى وأنين المعطوبين”.

فهذه الدار -يقول محمد باجلات، أستاذ التاريخ ورئيس جمعية إيزوران نوكادير – لم تكن قاعة للأفلام السينمائية فقط خلال القرن الماضي، بل ملاذا للتنظيمات السياسية حيث كان مناصروها يتجمعون فيها، بل إنها استضافت أول تجمع تأسيسي لتنظيم شبيبة الاتحادية .

كما احتضنت هذه القاعة خلال سبعينيات القرن الماضي تجمعا سياسيا لتأسيس كتلة العمل الوطني المغربي، المكونة آنذاك من ائتلاف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة عبد الرحيم بوعبيد، وحزب الاستقلال برئاسة امحمد بوستة، والحزب الشيوعي (التقدم والاشتراكية حاليا) برئاسة المرحوم علي يعتة.

وكانت السهرات الفنية تقام فيها بمشاركة كبار الفنانين المغاربة، أمثال عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، وإبراهيم العلمي، وفويتح وغيرهم.

ولم تصمد هذه الدار السينمائية في وجه الزلزال فقط، بل صمدت في وجه عاديات الزمن، بعد أن تعرضت للحريق بداية ثمانينيات القرن الماضي، ورممت لمواصلة تقديم كل ما هو جديد من أفلام الفن السابع.

وزلزال أكادير المدمر هذا كان الأكثر فتكا وتدميرا في تاريخ المغرب، إذ بلغت قوته 5.7 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل حوالي 15 ألف نسمة (حوالي ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت)، وجرح 12 ألفا آخرين، بينما ترك ما لا يقل عن 35 ألف شخصا دون مأوى.

هدا و أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء اليوم الاتنين 12 دجنبر 2022 عن تسجيل هزة أرضية بلغت قوتها 4,5 درجات على سلم ريشتر، بعرض ساحل إقليم أكادير.

وأوضح المعهد، في نشرة إنذارية، أن هذه الهزة، التي حدد مركزها بعرض ساحل إقليم أكادير، وقعت على الساعة الخامسة و 51 دقيقة و 46 ثانية صباحا (توقيت غرينيتش+1).

وأضاف المصدر ذاته أن هذه الهزة، التي سجلت على عمق 3 كيلومترات، وقعت عند التقاء خط العرض 30.290 درجة شمالا، وخط الطول 9.650 درجة غربا.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬268