في تطور لافت، أعلنت حركة GENZ212، التي بدأت كمبادرة شبابية بسيطة في مجال الألعاب الإلكترونية وتطورت لتصبح فاعلاً في العمل المدني والاجتماعي، عن قرارها بـالانسحاب الكامل من أي دعوات أو نشاطات احتجاجية. وجاء هذا الإعلان عبر بيان توضيحي مفصل، يلقي الضوء على الرحلة والتحولات التي شهدتها الحركة، وصولاً إلى قرارها الحاسم بالابتعاد عن الساحة الاحتجاجية.
من شغف الألعاب إلى العمل الإنساني
نشأت مجموعة GENZ في البداية كمبادرة “بين أصدقاء يتشاركون الشغف بالألعاب الإلكترونية”، بهدف أساسي هو “تبادل الخبرات وبيع وشراء الألعاب في بيئة آمنة”. هذه البداية البسيطة والودية شهدت نقطة تحول مفصلية عندما “شارك أحد الأعضاء لمعاناة طفلة كانت ترقد في مستشفى أكادير”، ما دفع المجموعة إلى توجيه جهودها نحو التضامن ودعم قضايا الصحة والتعليم. ومع اتساع نشاطها، تبنّت المجموعة شعار #GENZ212 كرمز للعمل المدني والمبادرات الاجتماعية.
الاستغلال والتشويه يُجبران على الانسحاب
لم يدم مسار الحركة الإنساني بعيداً عن التحديات، فوفقاً للبيان، بدأت تظهر محاولات للاستغلال والتشويه. أشارت GENZ212 إلى إنشاء “صفحات مزورة باسم مجموعتنا”، والأخطر هو “تسلل عناصر وجماعات” إلى بعض الأحداث واستغلال الفوضى من أجل “النهب والسرقة والتحريض على العنف”. هذه التجاوزات، بحسب الحركة، “أخرَجَت المسار عن أهدافه الإنسانية”.
كما زاد من تعقيد الموقف قضية الملكية الفكرية، حيث أشارت الحركة إلى أن “تصميم شعار الحركة استُنسخ أو استُخدم دون إذن من قِبل أطراف يشتبه في ارتباطها بدولٍ أو جهاتٍ خارجية”. هذا التداخل الخارجي، وفقاً للبيان، “زاد من تعقيد الوضع وأضرار التشويش على هويتنا”.
حماية النوايا الحسنة وسلامة الأعضاء
بناءً على هذا “التقييم الدقيق للمخاطر والتجاوزات”، قررت الحركة الانسحاب من الأنشطة الاحتجاجية. وأوضحت أن هدفها من هذا القرار هو “الحفاظ على سلامة أعضائنا” و”حماية هوية المبادرة وسمعتها”. كما أكدت الحركة أن قرارها يهدف إلى “تفويت الفرصة على من يسعون لاستغلال النوايا الحسنة في تأجيج العنف والفوضى”.
وشددت الحركة على هويتها الحقيقية، مؤكدة أنها “كانت دائمًا مدفوعة بروح مدنية وإنسانية، وليست حركة تخريبية أو عنيفة”.
التوجه نحو الأطر القانونية
في ختام بيانها، أعلنت GENZ212 أنها “ستستمر في العمل ضمن الأطر القانونية والمدنية” لتقديم الدعم في مجالات الصحة والتعليم والمبادرات الاجتماعية الهادفة. كما دعت الحركة “الجهات المعنية إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الصفحات والحسابات المزورة”، مؤكدة عزمها على “اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية المتاحة لحماية حقوقنا الفكرية” وللحد من استغلال اسمها.
وبهذا القرار، تكون حركة GENZ212 قد اختارت العودة إلى جذورها المدنية والإنسانية، مفضلة الطريق المنظم والمسؤول لخدمة المجتمع على الانخراط في ساحة الاحتجاجات المعرضة للاستغلال والتشويه.