أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، أمس الثلاثاء، حكما يقضي بالسجن النافذ لمدة 12 سنة في حق مواطن ألماني يدعى “كريستوف” وشريكه المغربي، بعد متابعتهما بتهم ثقيلة مرتبطة بالاتجار بالبشر، واستدراج وهتك عرض قاصرين تقل أعمارهم عن 12 سنة باستعمال العنف والتدليس.
وتعود القضية التي هزت الرأي العام المحلي بطنجة إلى اعتقال المتهمين بعد شكايات الجيران حول شبهات استقدام أطفال إلى منزل مكتري بمنطقة اكزناية، وقد كشفت التحقيقات أن المتهم المغربي كان يستقطب أطفال الشوارع ويسلمهم لشريكه الألماني مقابل مبالغ مالية، في حين كان القاصرون يغادرون المنزل بملابس جديدة أو نقود.
وحاول الألماني “كريستوف” تبرير وجوده في المغرب برغبته في تعلم اللغة العربية والانخراط في أعمال تطوعية لفائدة أطفال الشوارع، لكنه واجه اعترافاته السابقة أمام الضابطة القضائية التي أقر فيها باستقبال قاصرين في منزل شريكه المغربي.
من جهته، كشف المتهم المغربي أن الألماني سبق أن أخبره بتعرضه لاتهامات مماثلة في ألمانيا، معترفا بأنه كان يجلب القاصرين مقابل مبالغ مالية تصل أحيانا إلى 100 درهم للطفل الواحد، وهو ما دعمته اعترافات بعض الأطفال أمام الضابطة القضائية، إضافة إلى الخبرة الطبية التي أكدت وقوع اعتداءات جنسية.
الوكيل العام للملك شدد، خلال مرافعته، على خطورة الأفعال المرتكبة، مؤكدا أن المتهمين استغلوا هشاشة أطفال الشوارع لممارسة أفعال تدخل في خانة “البيدوفيليا”، مطالبا بتشديد العقوبة وعدم السماح بتكرار مثل هذه الممارسات التي تمس بأمن الطفولة وكرامتها.
وبعد مناقشة مستفيضة للملف، ودفاع محامي المتهم الألماني الذي حاول إلقاء المسؤولية على شريكه المغربي مستندا إلى غياب تطابق الحمض النووي، قررت هيئة الحكم إدانة المتهمين معا بـ12 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما، مع تثبيت التهم الموجهة إليهما من طرف النيابة العامة.













