في خضم التحديات التي تواجهها المناطق القروية من حيث الخدمات الصحية، يبرز نموذج إنساني يحتذى به، يجسده عامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي. فبعد تشخيص دقيق للاحتياجات الصحية في تراب الجماعات المحلية، اتخذ خطوة جريئة ومحورية تمثلت في تنظيم أكبر حملة طبية متعددة التخصصات لفائدة ساكنة جماعة سيدي بيبي.
هذه المبادرة لم تكن مجرد حدث عابر، بل هي ثمرة رؤية عميقة وحس إنساني رفيع أدرك حجم الخصاص في الخدمات الصحية المتخصصة، خاصة في المناطق النائية. كان الهدف واضحًا منذ البداية: توفير الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة للجميع، دون تمييز، وفي ظروف لائقة.
قافلة الأمل: حصيلة تتجاوز الأرقام
تحت إشراف السيد العامل، انطلقت قافلة طبية ضخمة إلى دوار درايد بجماعة سيدي بيبي، حاملة معها الأمل لأكثر من 2849 مستفيدًا ومستفيدة. لم تقتصر هذه القافلة على الفحوصات العامة، بل شملت مجموعة واسعة من التخصصات الدقيقة، بدءًا من طب وجراحة العيون، والجراحة العامة، وصولًا إلى أمراض القلب والشرايين، والأمراض الجلدية، وطب الأطفال.
الأرقام تتحدث عن نفسها، حيث تم تقديم 2059 تدخلًا طبيًا، بما في ذلك 1072 استشارة طبية و357 تدخلًا جراحيًا. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي شهادة على الجهود الجبارة لطاقم طبي وتمريضي مكون من أكثر من 90 فردًا، عملوا بتفانٍ وإخلاص لتقديم أفضل الخدمات الممكنة.
كما تضمنت الحملة ورشات توعوية مهمة استفاد منها ما يقارب 790 شخصًا، ركزت على صحة الأم والطفل، والعناية بالأسنان، ونشر ثقافة بيئية وصحية سليمة.
التزام مستمر وتخطيط استراتيجي
إن ما يميز هذه المبادرة هو أنها تأتي ضمن مخطط إقليمي شامل يهدف إلى النهوض بالقطاع الصحي وتجويد العرض العلاجي في مختلف جماعات الإقليم. فالقافلة الطبية لم تكن نهاية المطاف، بل هي جزء من سلسلة تدخلات تشمل تجهيز المنشآت الصحية القريبة، وتوفير الأطقم التمريضية، وتقديم سلة من العلاجات الأساسية.
إن حرص السيد العامل على الوقوف شخصيًا على سير هذه القافلة يعكس مدى التزامه الشخصي بالملف الاجتماعي، وحرصه على أن تصل الخدمات إلى مستحقيها بأفضل شكل ممكن. هذه الجهود الملموسة لاقت ترحيبًا كبيرًا واستحسانًا واسعًا من طرف الساكنة المحلية، التي عبرت عن حاجتها الماسة لمثل هذه المبادرات التي تقرب الخدمات المتخصصة إليها.
يمكن القول إن مبادرة عامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، هي نموذج يحتذى به في القيادة الإنسانية والمسؤولة. إنها رسالة واضحة بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان، وأن الاستثمار في صحة المواطن هو أفضل استثمار في مستقبل الوطن. هذه الجهود تبعث الأمل في نفوس الكثيرين، وتؤكد أن هناك من يعمل بصمت وتفانٍ من أجل تحقيق التغيير الإيجابي على أرض الواقع.
A.Bout