اعتداء على رجل إنقاذ ببني ملال.. حين يُكافأ الإخلاص بالعنف!

في حادثة مروعة هزّت الرأي العام المحلي والوطني، تعرّض أحد عناصر الوقاية المدنية بمدينة بني ملال لاعتداء عنيف أثناء قيامه بواجبه المهني والإنساني، حيث باغته المعتصم، المسمى بوعبيد، على سطح خزان مياه (الشاطو) بجماعة أولاد يوسف – ضواحي أزيلال، بضربات موجعة بقضيب حديدي، قبل أن يتحول المشهد إلى احتجاز صريح لعُنصر الإنقاذ، وسط ذهول الحاضرين.

الواقعة بدأت حينما استجابت فرق الوقاية المدنية لنداء استغاثة أطلقه المعتصم ذاته، مدعيًا تعرضه لعارض صحي وهو معتصم فوق الخزان، مما استدعى إرسال أحد رجال الوقاية المدنية للصعود والقيام بعملية تدخل عاجلة.

لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن تكون هذه النداءات مجرد فخ، أوقع أول رجل إنقاذ صعد إليه في كمين حديدي، إذ سرعان ما انقلب “الضحية” إلى جلاد، وباغت رجل الإنقاذ بقضيب معدني، ضاربًا إياه ومُحتجزًا إياه فوق الخزان أمام أعين المواطنين والسلطات.

لم تنجح محاولات الاستعطاف من طرف ممثلي السلطات المحلية، ولم تُجدِ نداءات زملاء المعتدى عليه، ولا حتى تدخل زميل ثان حاول الصعود لإنقاذه، في ثني المعتصم عن مواصلة هذا السلوك العنيف وغير الإنساني، الذي وثقته كاميرات المواطنين في مقاطع انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

مع اقتراب منتصف ليلة الجمعة/السبت، طوّقت القوات العمومية، وعلى رأسها عناصر الدرك الملكي، محيط الخزان في محاولة لإنهاء هذا الوضع غير المسبوق، في وقت كان فيه المعتدي بوعبيد يسيطر على السطح ويمنع أي اقتراب منه.

هذا السلوك الخطير يطرح علامات استفهام عميقة حول ظاهرة الاعتصامات العشوائية التي قد تتحول إلى تهديد للأمن العام، خصوصًا حين تُوظف فيها أساليب عنف وانتقام تحت ذريعة “المطالب الاجتماعية”.

إن عناصر الوقاية المدنية، الذين ينادَون في الحوادث المميتة، ويقتحمون النيران والمياه والأماكن الخطرة لإنقاذ الأرواح، لا يستحقون أن يُقابَل إخلاصهم بالغدر أو أن تُنصب لهم كمائن تحت يافطة “الاحتجاج”. إنهم، ببساطة، جنود في الخطوط الأمامية، وجب احترامهم وضمان سلامتهم أثناء أدائهم لمهامهم النبيلة.

اليوم، يطالب الشارع، ومعه أصوات مهنية وحقوقية، بفتح تحقيق شفاف في هذه الواقعة، ومتابعة المعتدي وفق القانون، حتى لا تتكرر مثل هذه الانزلاقات التي قد تُفضي إلى مآسٍ أكثر خطورة.

ويبقى الأمل أن يتحول هذا الحادث المؤلم إلى لحظة وعي جماعي بأهمية الدفاع عن رجال الإنقاذ، وتكريمهم، لا محاصرتهم والاعتداء عليهم في ساحات الواجب.

 

 

 

 

 

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬023

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *