في ظل ما يروج من تأويلات غير دقيقة في الكواليس السياسية بإقليم اشتوكة آيت باها، بشأن قرارات توقيف عدد من الأعضاء الجماعيين، علمت الجريدة من مصادر موثوقة أن هذه القرارات الإدارية الصادرة عن الجهات المختصة طالت منتخبين ينتمون إلى أطياف حزبية مختلفة، وهو ما يفنّد بشكل قاطع المزاعم التي تتحدث عن استهداف سياسي لحزب بعينه.
فقد توصل خلال الأيام الأخيرة عدد من أعضاء الجماعات الترابية بقرارات توقيف عن ممارسة مهامهم، بناءً على تقارير ومعطيات قانونية تُوجت بتفعيل المساطر الإدارية الجاري بها العمل، والتي لا علاقة لها بأي خلفية سياسية أو حزبية.
وفي جماعة آيت ميلك، مثلاً، فإن الأعضاء الذين صدرت في حقهم قرارات التوقيف ينتمون إلى أحزاب مختلفة، مما يدحض ادعاءات “الانتقائية” أو “التحامل على جهة سياسية دون أخرى”.
أما في جماعة آيت عميرة، إحدى أكبر الجماعات الترابية بالإقليم، فإن قرارات التوقيف شملت أعضاء من أربع أحزاب سياسية، ما يعكس بوضوح أن الأمر يتعلق بتطبيق مقتضيات قانونية بناء على مسؤوليات واختلالات، وليس بحسابات انتخابية ضيقة.
وفي السياق ذاته، يلفت المتتبعون إلى وضعية النائبة الأولى لرئيس المجلس الإقليمي، المنتمية إلى حزب سياسي آخر، والتي توجد خارج أرض الوطن منذ مدة، ورغم ذلك لا تزال تتلقى تعويضات من المال العام، وهو ما يشكل بدوره اختلالًا يستدعي المساءلة. ويُنتظر أن يتم التعاطي مع هذا الملف أيضًا وفق الضوابط القانونية الجاري بها العمل، بعيدًا عن منطق الانتماء الحزبي.
السلطات الإقليمية، التي اختارت في الآونة الأخيرة نهج الحزم في التعاطي مع الاختلالات التدبيرية والتسييرية، أظهرت بوضوح أنها تشتغل بمنطق المرفق العام والمصلحة العامة، لا بمنطق الانتماءات السياسية. وتؤكد كل المؤشرات أن قرارات التوقيف تستند إلى مقتضيات قانونية وملاحظات صادرة عن لجان تفتيش ومراقبة، ولا تستهدف أي جهة سياسية بحد ذاتها.
وفي ظل هذا المعطى، فإن ما يتم تداوله من اتهامات حول “تسييس” قرارات الإدارة الترابية، لا يعدو أن يكون محاولة لتأليب الرأي العام والتشويش على مسار إصلاحي بدأ يُحرّك ملفات راكدة منذ سنوات، خاصة في ظل موجة من المطالب الشعبية بربط المسؤولية بالمحاسبة.
ويؤكد المتابعون أن هذه الدينامية الرقابية التي يشهدها الإقليم في الفترة الأخيرة، تعكس توجهاً جديداً نحو تخليق الحياة العامة، والتصدي للاستهتار بالمسؤولية المنتدبة، بعيداً عن لغة المزايدات التي تحاول حرف النقاش عن جوهره الحقيقي.