تتجه أنظار ساكنة جماعة تسكدلت باشتوكة ايت باها نحو أزمة انقطاع المياه المتكررة وسوء تدبيرها، وهي أزمة تتفاقم على الرغم من وفرة الموارد المائية في المنطقة. ففي الوقت الذي يؤكد فيه السيد سعيد المعطي، عضو المجلس الجماعي وعضو لجنة المرافق العمومية، أن جماعة تسكدلت تمتلك من المياه ما يكفيها ويكفي حتى الجماعات المجاورة، فإن المواطنين يعانون من شح المياه، خاصة خلال فصل الصيف والأعياد الدينية، وذلك بسبب الأداء المتدني لجمعيتي “دوتنزرت” و”أيت واسو” المكلفيتين بتوزيع الماء الصالح للشرب.
جمعية دوتنزرت: 24 عاماً من الغموض المالي وخدمات متدهورة
تعمل جمعية “دوتنزرت” في تسيير مرفق الماء منذ أكثر من 24 عاماً، ورغم هذه المدة الطويلة، لم تقدم الجمعية أي تقارير مالية أو أدبية للمجلس الجماعي الذي تربطها به اتفاقية. وتبيع الجمعية الماء للساكنة بسعر 10 دراهم للطن، بالإضافة إلى رسوم اشتراك قدرها 10 دراهم، وتزود أكثر من 660 منزلاً بتراب الجماعة. هذا الغياب للشفافية المالية يثير تساؤلات حول كيفية إدارة هذه المداخيل الضخمة، خاصة وأن خدمات الجمعية متدنية، مما يترك الساكنة في معاناة مستمرة من نقص المياه.
جمعية أيت واسو: من الفائض إلى العجز في غمضة عين
أما جمعية “أيت واسو” التي تزود أكثر من 700 منزل، فتبيع الماء بسعر 5 دراهم للطن وتضيف 5 دراهم رسوماً شهرية. ورغم أن هذه الجمعية تستفيد من دعم سنوي من الجماعة، إلا أنها تعاني من تدهور في الخدمات.
ووفقًا لتصريحات السيد سعيد المعطي، فإن الجمعية شهدت فترة ازدهار قبل حوالي عام ونصف، عندما كان يديرها مكتب برئاسة السيد محمد السيد. هذا المكتب تمكن من تحقيق فائض مالي قدره 22 مليون درهم خلال 18 شهراً من تسيير مرفق الماء، وكانت الخدمات المقدمة على مستوى عالٍ، مع توفر الماء بشكل مستمر للساكنة.
لكن الغريب في الأمر هو التغيير “المشبوه” للمكتب الإداري، فمباشرة بعد تولي المكتب الجديد زمام الأمور، سجلت الجمعية عجزاً في الميزانية منذ ستة أشهر فقط من توليها تسيير المرفق، وأصبحت تطالب الجماعة بصرف الدعم لها. هذا التحول الدراماتيكي من الفائض إلى العجز، بالإضافة إلى تدني مستوى الخدمات وانعدام الماء حالياً لدى الساكنة التي تزودها الجمعية، يثير العديد من الشكوك حول دوافع تغيير المكتب وطريقة إدارته للمرفق الحيوي.
دعوة عاجلة للتدخل: مطالب بإنهاء معاناة الساكنة
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، طالب السيد سعيد المعطي، عضو المجلس الجماعي، عامل الإقليم بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناة ساكنة تسكدلت. فالموارد المائية المتوفرة في المنطقة يجب أن تدار بكفاءة وشفافية لضمان وصول الماء الصالح للشرب إلى جميع المواطنين، بدلاً من أن تصبح سبباً للشكاوى ونقص الخدمات.
A.Boutbaoucht