اليوم نجا الحصان.. وغدًا من؟! جماعة إنزكان في قلب العاصفة

أعاد حادث سقوط حصان داخل حفرة مفتوحة وسط الطريق العام بحي النور بمنطقة تراست، التابعة لجماعة إنزكان، النقاش بقوة حول الوضع المتردي للبنية التحتية وتقصير الجهات المسؤولة في صيانة المسالك والأرصفة. المشهد الصادم الذي وثقته عدسات المواطنين، بات رمزاً لخطر يومي يهدد حياة ساكنة المدينة.

ورغم التدخل السريع لسكان الحي الذي مكن من إنقاذ الحصان من مصير مجهول، إلا أن الحادث لم يكن سوى جرس إنذار يكشف عن شبكة واسعة من الحفر والأعطاب المنتشرة في عدد من أحياء جماعة إنزكان. هذه الأعطاب، التي أهملت رغم النداءات المتكررة للساكنة، تشكل تهديداً مستمراً للمارة، وخاصة الأطفال والمسنين. وقد تداولت صفحات محلية صوراً للحادث مصحوبة بتعليقات غاضبة موجهة للمجلس الجماعي، متسائلين بمرارة: “اليوم حيوان… وغدًا من؟”.

غياب الصيانة.. خطر يومي يهدد الأرواح

تُظهر الحفرة التي ابتلعت الحصان بوضوح غطاءً لقناة للصرف الصحي غير محكم الإغلاق، بالإضافة إلى هشاشة واضحة في بنية الرصيف المحيط بها. هذا المشهد يثير تساؤلات جدية حول الجهة المكلفة بالمراقبة والصيانة الدورية، ويضع جماعة إنزكان والوكالة المفوضة لخدمات الماء والتطهير أمام مسؤولية مباشرة عن هذا الإهمال.

وقد عبّر عدد من السكان عن استيائهم الشديد مما وصفوه بـ”سياسة الترميم الانتقائي” التي تعتمدها الجماعة، حيث يتم “ترقيع” بعض النقاط الحيوية وترك أخرى لسنوات دون معالجة جذرية. هذه المقاربة الظرفية تؤدي إلى تكرار حوادث مشابهة كان بالإمكان تفاديها لو توفرت إرادة سياسية حقيقية واعتماد خطة صيانة شاملة.

دعوات للمحاسبة والتدخل العاجل لمستقبل آمن

تتزايد الدعوات الشعبية والافتراضية للمطالبة بفتح تحقيق إداري فوري لتحديد المسؤوليات في هذه الواقعة، وعدم الاكتفاء بردود فعل ترقيعية بعد فوات الأوان. ويشدد المتضررون على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة لصيانة البنية التحتية بشكل استباقي، بدلاً من الانتظار حتى وقوع الكوارث.

ويؤكد الفاعلون المحليون أن حادث الحصان يجب أن يكون بمثابة “ناقوس خطر” يدق بقوة ليوقظ الضمائر ويعكس حجم التراخي في تدبير الشأن المحلي. ويدعون إلى إعادة النظر بشكل جذري في أولويات جماعة إنزكان وطرق تدبيرها لميزانية الصيانة والمراقبة التقنية لمرافق القرب، لضمان سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم، وتحقيق بيئة حضرية آمنة ومستدامة.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬327

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *