في مدينة أكادير، حيث تتشابك خيوط الأمل في مستقبل مشرق مع تحديات الحفاظ على الأمن، تتواصل جهود دؤوبة تبذلها المصالح الأمنية. هذه الجهود ليست مجرد رد فعل على الأحداث، بل هي ترجمة لسياسة أمنية وطنية شاملة، يقودها بحنكة وتبصر والي الأمن السيد مصطفى إمرابضن. هذه الاستراتيجية المحكمة ترتكز على أسس علمية وتخطيط استباقي، وتضع نصب عينها تحقيق الأمن الشامل للمواطنين، باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة والازدهار المجتمعي.
في قلب هذه الدينامية الأمنية، تجتمع القيادات الأمنية بشكل دوري، تحت إشراف مباشر من والي أمن اكادير . هذه اللقاءات ليست روتينية، بل هي محطات لتقييم دقيق للوضع الأمني على أرض الواقع، وصياغة خطط عملانية مبتكرة تتلاءم مع طبيعة التحديات الأمنية المتجددة في جهة سوس ماسة.
التحرك الأمني المكثف في أكادير لم يأتِ من فراغ؛ بل كان استجابة ضرورية بعد ظهور بعض الممارسات الإجرامية التي باتت تقض مضجع الساكنة في بعض الأحياء. السرقات التي تروع الآمنين والاعتداءات التي تمس سلامتهم الجسدية، كلها مؤشرات استدعت تدخلًا حازمًا وسريعًا من الأجهزة الأمنية. هذا التدخل ليس مجرد واجب قانوني، بل هو تعبير عن التزام الدولة الراسخ بحماية الحقوق الأساسية لمواطنيها وصون كرامتهم وممتلكاتهم.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، أثمرت الجهود المضنية لمختلف الفرق الأمنية عن نتائج ملموسة، تمثلت في اعتقال أعداد كبيرة من المشتبه بهم والعناصر الإجرامية التي كانت موضوع مذكرات بحث على المستويين المحلي والوطني. اللافت في هذه العمليات هو الدقة المتناهية والصرامة المحمودة التي طبعت مراحل التنفيذ، بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على التقنيات الحديثة وأساليب التحري والرصد المتقدمة. هذه المنهجية المتطورة تعكس قناعة راسخة لدى المؤسسة الأمنية بأن مكافحة الجريمة تتطلب سلاح العلم والمعرفة، جنبًا إلى جنب مع اليقظة والجاهزية الميدانية.
الطموحات تتجاوز مجرد إحصائيات منخفضة للجريمة؛ الهدف الأسمى هو زرع بذور الطمأنينة في قلوب المواطنين وتعزيز إحساسهم بالأمان في كل زاوية من زوايا المدينة. هذا المناخ الآمن والمستقر هو الشرط الضروري لازدهار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في مدينة كأكادير، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة والاستثمار.
وقد تجلى الدعم الشعبي الكبير لهذه الجهود الأمنية عبر تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. عبارات التقدير والإشادة بتضحيات رجال الأمن الوطني وروحه الوطنية العالية كانت حاضرة بقوة، مطالبة في الوقت ذاته بتوسيع نطاق هذه العمليات لتشمل الأحياء التي لا تزال تشكل بؤرًا أمنية حساسة. هذا الوعي المجتمعي بأهمية الأمن ودور الأجهزة الأمنية يمثل سندًا قويًا لنجاح هذه الاستراتيجية.
غير أن تحقيق الأمن المستدام يتطلب رؤية شمولية تتجاوز المقاربة الأمنية الصرفة. فإلى جانب أهمية الردع والتطبيق الصارم للقانون، يرى العديد من الخبراء والمراقبين ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للجريمة، والتي غالبًا ما تكون ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية. توفير فرص عمل للشباب، وتحسين مستويات الدخل، ومحاربة مظاهر الفساد والمحسوبية، كلها عناصر لا تقل أهمية في بناء مجتمع آمن ومزدهر، يسوده العدل وتكافؤ الفرص. هذه الرؤية المتكاملة، التي تجمع بين الحزم الأمني والمعالجة الاجتماعية والاقتصادية، هي الكفيلة بتحقيق الاستقرار المنشود في أكادير وفي ربوع المملكة ككل.
A.Bout