في خطوة مفاجئة أثارت موجة من الغضب والاستنكار، شرعت الجرافات في الساعات الأولى من صباح أمس السبت في هدم “فيلا لوسين” الشهيرة بحي جليز بمدينة مراكش، بالقرب من المعبد اليهودي، رغم المناشدات المتكررة لحماة التراث بوقف العملية.
وتعود هذه البناية التاريخية إلى سنة 1900، وكانت محل نزاع قضائي بين جماعة مراكش ومالك العقار، إلا أن الهدم تم بشكل سريع ومفاجئ، دون أي تنسيق مسبق مع الجهات المحلية المعنية، رغم أن الفيلا كانت في طور التقييد كأثر وطني بوزارة الثقافة.
وكشفت مصادر مطلعة أن المالك الجديد استغل عطلة نهاية الأسبوع وانشغال المغاربة بحلول شهر رمضان لتنفيذ قرار الهدم، دون إخطار قسم التعمير بالمجلس الجماعي، مما حال دون إمكانية استئناف القرار أو الطعن فيه لدى غرفة النقض. كما أعلنت الوكالة الحضرية، الجهة المسؤولة عن التخطيط العمراني، أنها لم تكن على علم بالعملية، مما يطرح علامات استفهام حول غياب التنسيق بين الجهات المختصة.
واعتبر متتبعون للشأن المحلي أن هذا الهدم العشوائي يشكل ضربة لمصداقية الجهود المبذولة للحفاظ على المعالم التاريخية للمدينة، خصوصًا أن مكتب دراسات مختص كان يجري بحثًا لتقييد المباني التراثية التي تعود إلى القرن العشرين. كما أن المجلس الجماعي كان يخطط لتحويل “فيلا لوسين” إلى متحف سياحي، ما يعكس حجم الخسارة الثقافية والمعمارية التي تكبدتها مراكش جراء هذا القرار.
ويطرح هذا الحدث تساؤلات عميقة حول مدى جدية الجهات المسؤولة في حماية الإرث المعماري للمدينة، خاصة في ظل تصاعد المخاوف من استمرار اندثار المعالم التاريخية لصالح مشاريع استثمارية وعقارية لا تراعي البعد الثقافي والحضاري لمراكش.