في ظل تطور التكنولوجيا وسهولة انتشار المعلومات، برزت مشكلة خطيرة تهدد أمن واستقرار المجتمع، وهي انتشار ظاهرة تصفية الحسابات الشخصية عبر الإنترنت.
تبدو المشكلة أكثر تعقيدًا عندما يكون هؤلاء الذين يروجون للشائعات ويكشفون عن فضائح وهمية هم مواطنون من نفس الوطن، يقومون بالإشتراك مع أعداء الوطن لتحقيق أهداف شخصية على حساب سمعة البلاد وأمنها.
في الآونة الأخيرة، ظهرت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تحمل مضمونًا قويًا من الاتهامات والادعاءات ضد مسؤولين وشخصيات مهمة في المغرب. والمثير للقلق هو أن هؤلاء الصفحات يديرونها مغاربة مقيمون بالخارج، الذين يستخدمونها كوسيلة لنشر معلومات غير موثقة وشائعات منسوبة إلى مصادر مجهولة. هؤلاء يروجون لهذه الأكاذيب بغية تشويه سمعة البلاد وتحقيق أهداف شخصية، متجاهلين تمامًا الآثار السلبية لأفعالهم على الاستقرار والأمن الوطني.
من المثير للدهشة أن بعض الأفراد الذين يشاركون في هذه الحملات لا يبدو أنهم يولون اهتمامًا كبيرًا لوطنهم. بدلاً من التفكير في مصلحة الوطن وحمايته، يبدو أنهم مشغولون أكثر بتحقيق مصالحهم الشخصية وتحقيق أهدافهم الضيقة. يمكن لهذا التصرف أن يضعف من تلاحم المجتمع ويزيد من الانقسامات الداخلية، مما يجعل الوطن عرضة للتهديدات الداخلية والخارجية.
من الجدير بالذكر أن كشف الحقائق والبحث عن الحقيقة هو جزء أساسي من مسؤولية المواطن، ويجب أن تتم هذه العملية بناءً على أدلة قوية وموثوقة. إذا كان هناك انتقادات أو شبهات، يجب أن تعالج بشكل مسؤول وبناء، دون أن يتحول الأمر إلى وسيلة للنيل من سمعة الآخرين أو لتحقيق أجندات شخصية.
في الختام، يجب أن يكون لدى المواطنين الوعي بأهمية حماية وطنهم وسمعته، وعدم الانجرار وراء حملات التشويش والإفساد التي تستهدف استقرار البلاد.
على الجهات المختصة متابعة مثل هذه الحملات واتخاذ الإجراءات القانونية لمعاقبة المخالفين، حتى يبقى المغرب بلدًا آمنًا ومزدهرًا يستمر في تحقيق تقدمه وازدهار