شهد إقليم زاكورة حادثة مأساوية هزّت قلوب الجميع، حيث توفيت طفلتان صغيرتان في دوار الفايجة بجماعة ترناتة، جراء تعرضهما للسعة عقرب. الفتاتين، اللتين كانتا تنحدران من هذا الدوار النائي، فارقتا الحياة في مستشفى ورززات بعد تدهور حالتهما وتفاقم مضاعفات السم الذي تسبب فيه لسع العقرب.
وقد تم نقل الطفلتين الهالكتين في وقت سابق إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة بسبب السم القاتل، لكن تفاقم الحالة جعلهما في حاجة إلى العناية الطبية الأكثر تخصصاً، وهكذا تم نقلهما إلى المستشفى الإقليمي بورزازات، لكن محاولات إنقاذ حياتهما باءت بالفشل.
إضافة إلى ذلك، تم نقل ثمانية مصابين آخرين بلسعات العقرب من ضواحي زاكورة إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة. وقد أعربت أسر المصابين عن استيائها من نقص الأمصال والخدمات الطبية في المستشفى، مما يزيد من صعوبة مواجهة مثل هذه الحالات الطارئة.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على ضرورة تعزيز الخدمات الصحية في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بالاستجابة الطبية لحالات السموم واللسعات السامة. كما ناشدت العديد من الفعاليات الحقوقية والمدنية المسؤولين بالإقليم بالعمل على تحسين البنية التحتية الصحية، وتقديم الدعم اللازم للمستشفيات والمراكز الصحية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
الدكتور ايوب حميدان، مدير بالنيابة للمركز الاستشفائي الإقليمي بزاكورة،أفاد في تصريح للصحافة بأن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في المنطقة. حيث تم تسجيل حدوث حوالي 130 حالة تسمم بواسطة لسعات العقارب منذ بداية العام. وقد أوضح الدكتور حميدان أن هناك مشروعًا لتوسيع وتحسين المستشفى بهدف إنشاء مصلحة للإنعاش تتسع لثلاثة أسرة، بهدف تجنب تكرار مثل هذه المأساة في المستقبل.
إن وفاة الطفلتين هي تذكير مؤلم بأهمية توفير الرعاية الصحية الجيدة والتخصصية للمواطنين في المناطق النائية، وضرورة تعزيز جهود الوقاية والتوعية حول مخاطر لسعات العقارب والزواحف السامة. يجب أن يكون حق الجميع في الحصول على رعاية صحية عالية الجودة أمرًا لا يقبل التهاون فيه، حيث تعد الحياة البشرية أثمن ما يملك المجتمع.
Abdallah.Boutbaoucht