بعد ظهور نتائج الانتخابات العامة في اسبانيا التي جرت في 23 يوليوز 2023 يسود الغموض المشهد السياسي الإسباني، فرغم تصدر الحزب الشعبي اليميني للإنتخابات بحصوله على 136 مقعدا، بعد فرز نسبة 99.7 في المائة من الأصوات، إلا أن زعيم الحزب ألبرتو نونيز فيخو، لن يتمكن من تشكيل الحكومة، حتى ولو لجأ إلى التحالف مع حزب فوكس اليميني المتطرف، الذي حل ثالثا في النتائج بـ 33 مقعدا، خلف الحزب الإشتراكي، بزعامة رئيس الحكومة السابق بيذرو سانشيز، الذي حل ثانيا بـ 122 مقعدا.
ذلك أن الحزب الإشتراكي الذي قاد حكومة ائتلافية في مرحلة ما قبل الانتخابات، لم ينهزم في الانتخابات، بل أضاف مقاعد جديدة، مقارنة مع الإنتخابات السابقة لأوانها كذلك التي أجريت في إسبانيا سنة 2020، حيث حصل حينها على 122 مقعدا، إذ أضاف مقعدين في اقليم كاتالولونيا الراغب في الانفصال، في سابقة غير معهودة.
وفي سيناريوهات تشكيل الحكومة، نجد انه في ظل نتائج الانتخابات المسجلة، لن تطأ، في الوقت الراهن، قدم أي زعيم سواء من تحالف اليمين أو اليسار قصر المونكلوا مما يفتح الباب أمام تكرار سيناريوهات، كانت قد وقعت في المشهد السياسي الإسباني سابقا.
وأجمع المحللون على أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتلمة، هي الأقرب إلى الحصول في تشكيل حكومة إسبانية جديدة، الأول يتمثل في تشكيل حكومة ائتلاف يمينية، برئاسة الحزب الشعبي، رفقة حليفه الوحيد المحتمل حزب فوكس اليميني المتطرف، ثم استكمال العدد المتبقى للحصول على الأغلبية المطلقة (176 مقعدا)، بحزب كارلوس بودخمون الزعيم الانفصالي الكاتالوني اللاجئ في بلجيكا (معا لأجل كتالونيا )، الحاصل على سبع مقاعد.
لكن هذا السيناريو، يصطدم وفق المتخصص ذاته، باستحالة تحالف بودخمون مع ”فوكس” المتطرف، بل يعتبره بمثابة عدو، رغم توجهاتهما اليمينية معا، بسبب موقف الأخير من قضية الانفصال والانفصاليين.
هذه المسألة تفتح الباب أمام السيناريو الثاني، ويتمثل في تسجيل سانشيز لـ ريمونتادا انتخابية، على حساب الحزب الشعبي، بتشكيله لحكومة تحالف إلى جانب حزب سومار (يساري متطرف)، مع دعم من بعض التشكيلات الإقليمية، شرط امتناع الحزب الكاتلاني عن التصويت.
أما السيناريو الأخر الوارد، فهو دخول البلاد في حالة من البلوكاج السياسي، والتي قد تدفع إلى إعادة إجراء العملية الإنتخابية برمتها، بعد أربعة أشهر، وهذه ليست المرة الاولى التي تدخل فيها اسبانيا بلوكاج من هذا القبيل فقد سبق ان دخلت البلاد في سبات طويل اطاح في النهاية بالحزب الشعبي من الحكومة.